1. حبايب

    حبايب New Member

    [FONT=&quot]كان حبيبها يوماً ، كان مــؤلمـا[/FONT]​
    [FONT=&quot]
    [/FONT]

    [FONT=&quot]
    [/FONT]

    [FONT=&quot][​IMG]
    [/FONT]

    [FONT=&quot]كان حبيبها يوماً ...

    [/FONT]

    [FONT=&quot]مرّ وقتٌ طويل قبل أن تراه .. واليوم رأته وهو أبٌ وزوج ..


    [/FONT]

    [FONT=&quot]صُدم لرؤيتها أكثر منها مع أنها كانت معه دائماً وكان يسكنها دائماً ..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]موقفٌ كانت مدته ثانيتين ولكن بالنسبة لها كان سنيناً

    [/FONT]

    [FONT=&quot]للحظة ..[/FONT]
    [FONT=&quot]فقدت توازنها وشعرت بصغر حجم الكرة الأرضية وبأن الناس اختفوا جميعاً بما فيهم زوجته وطفله ..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]لم ترى أحداً سواه ..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]اعتقدتْ يوماً من الأيام أنها أقوى وأشجع وأنها تستطيع إن قابلته أن تسلّم عليه وتحتضن طفله وتبارك لزوجته ذاك الرجل الذي لن يتكرر في حياتها..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]ولكنها كانت أضعف .. واكتشفت بألم أنها ما زالت تحبه ..!


    [/FONT]

    [FONT=&quot]نحن غالباً ما نهرب من حقائق كثيرة داخلنا [/FONT]
    [FONT=&quot]نحاول دفنها حية .. خوفاً أن تجرّ ورائها مشاعر وأحاسيس قد لا نستطيع التحكم فيها يوماً ..


    [/FONT]

    [FONT=&quot]تناست وتماسكت واخفت جميع مشاعرها حتى تعود للمنزل[/FONT]
    [FONT=&quot]كانت تواري نظرتها لأي أحد خوفاً أن يلمحه الناس في عيونها التي طالما خبأته داخلهما طويلاً ..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]خلال ساعة من المسير خلف آثار أقدامه كانت تستعرض شريط قصتهما معاً

    [/FONT]

    [FONT=&quot]عشر سنين من العشق النقي ..القوي

    [/FONT]

    [FONT=&quot]كانت حبه الأول وكان حبها الحقيقي ..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]فرحت

    [/FONT]

    [FONT=&quot]وحزنت

    [/FONT]

    [FONT=&quot] وضحكت

    [/FONT]

    [FONT=&quot] وبكت

    [/FONT]

    [FONT=&quot] وجنّت

    [/FONT]

    [FONT=&quot] وعقلت

    [/FONT]

    [FONT=&quot]وكبرت

    [/FONT]

    [FONT=&quot]ونجحت

    [/FONT]

    [FONT=&quot] وخسرت

    [/FONT]

    [FONT=&quot]وصمتت

    [/FONT]

    [FONT=&quot]وصمتت

    [/FONT]

    [FONT=&quot]وصمتت كثيراً في حبه

    [/FONT]

    [FONT=&quot]دخلت حياته فجأة وقلبت أحلامه وغيّرت شخصيته وراح الكل يلاحظ كم تبدلت أحواله وكم ملأت السعادة عيونه

    [/FONT]

    [FONT=&quot]فقد كان لحبها في قلبه أثر السحر

    [/FONT]

    [FONT=&quot]تصرفاته وكلماته وضحكاته وحركاته وحتى أفكاره كشفت عشقه السري لتلك الأميرة ..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]وأصبح من حوله يستحلفونه بحبه لها وكان لا يردُّ أحداً لذلك ..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]أحبها بجنون وعشق لأجلها كل تفصيلٍ يتعلق بها

    [/FONT]

    [FONT=&quot]أحجار منزلها .. حروف اسمها .. وأيّ شيء يخصها وتحبه

    [/FONT]

    [FONT=&quot]كان يراها بعينٍ تختلف عن كل الناس ولأجلها كان يستعد للموت

    [/FONT]

    [FONT=&quot]وهي عشقته أكثر وضحّت به لأجله[/FONT][FONT=&quot]

    .. وآثرت أن تتعذب ألف مرة على أن يُصاب بمكروه ..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]فمن يوم لقاءهما والقدر يعاند هذا الحب .. أتت جميع السفن بعكس ما يشتهون ..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]رغم كل هذا صمدوا عشر سنين
    ولكن لابد للأيام أن تدور وأن نرى الواقع بعين الواقع وأن تتوقف الأحلام الوردية ونعترف بأن الأسود والأبيض هما لون الحقيقة ..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]عادت إلى المنزل لترتمي مجدداً في حنينها إليه[/FONT]
    [FONT=&quot]كانت تخبأ عطره دائماً وتهرب منه لتجد نفسها مغمورة به ..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]نعم ذلك العطر الذي يحمل وفاءً لا يحمله البشر[/FONT]
    [FONT=&quot]ذلك العطر الذي يطرق أبواب ذاكرتها كل يوم ويستعرض أمامها ذاك الحب الضائع كل يوم ويكسر قلبها كل يوم..


    [/FONT]

    [FONT=&quot]يوماً .. سئمت حالتها مع ذلك العطر وقررت كسر زجاجة الماضي لترتاح من رائحة الذكريات ..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]لكنه القدر[/FONT]
    [FONT=&quot]بعد شهرٍ تقريباً تلقت هدية من صديقةٍ لها في عيد ميلادها[/FONT]
    [FONT=&quot]زجاجتي عطر (نسائي ورجالي) تحملان اسم عطره !!


    [/FONT]

    [FONT=&quot]سخرت من ذلك القدر وسخرت من نفسها وبكت طويلاً على حبه الذي لا يريد أن يفارقها


    [/FONT]

    [FONT=&quot]بعد ذلك اللقاء وبعد أن كان قلبها يتماثل للشفاء منه , عادت لتسقم بحبه من جديد

    [/FONT]

    [FONT=&quot] وكانت تقنع نفسها كل يوم أنها ستنسى وأنه لم يعد يخصها وأن طفله أحقّ أن يفكر به وأن يمنحه حنانه ..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]فهي أصبحت ماضي والماضي ذكرى وليس واقعاً

    [/FONT]

    [FONT=&quot]أكملت أيامها بالروتين نفسه ..[/FONT]
    [FONT=&quot]المنزل .. الدراسة .. العمل .. وذكرياتها معه..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]لم تكن تسمح لنفسها أن تفتح باباً للأمل[/FONT]
    [FONT=&quot]كان قلبها مغلقاً ممهوراً بخاتم حبٍ قديم .. تعرف تماماً أنه لن يعود .

    [/FONT]

    [FONT=&quot]صادفها كثيرٌ من الناس وأحبها كثير ولكنها أبت ورفضت وأكتفت بوحدتها واتخذت في الحياة رسالة أخرى

    وهي رسالة التعليم إلى جانب دراستها الجامعية [/FONT]

    [FONT=&quot]فقد كانت معلمةً في روضة أطفال فهي تعشقهم كثيراً وطالما حلمت أن تكون معهم.

    [/FONT]

    [FONT=&quot]وكان له بكل أحلامها طرفاً أو خيطاً حتى أصبحت تتمنى أن يكبر طفله وتكون هي معلمته!!

    [/FONT]

    [FONT=&quot]لا أدري ما هذا ؟؟ وكيف يكون مثل ذلك الحب في أيامنا هذه[/FONT]
    [FONT=&quot]قد اتهمها بالجنون أو بالغباء!

    [/FONT]

    [FONT=&quot]فكيف لنا أن نتعلق ببقايا زجاجٍ كان كأساً يوماً ما ؟؟!!

    [/FONT]

    [FONT=&quot]كيف يمكن أن نبقى على أملٍ بغدٍ نعلم أنه لن يأتي؟؟!!


    [/FONT]

    [FONT=&quot]بقيت نغم بخير ( كما تدّعي ) حتى أتى ذلك اليوم..[/FONT]
    [FONT=&quot]كانت تلعب مع الأطفال وترسم لهم ..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]طُرق الباب وأمرت بالدخول ..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]لم تكن تتخيل أنها قد تقابله في مكانٍ كهذا !

    [/FONT]

    [FONT=&quot]دخل الصف مبتسماً

    [/FONT]

    [FONT=&quot]صُدمتْ ..لا بل صُعقتْ

    [/FONT]

    [FONT=&quot]أخذ الصمت صوتها وكانت تشعر أنها تحلم

    [/FONT]

    [FONT=&quot]ما الذي جاء به ؟
    وكيف عرف أين تعمل ؟
    والأهم ماذا يريد؟؟؟

    [/FONT]

    [FONT=&quot]سيطرت على نفسها وبادلته التحية وسألت:

    [/FONT]

    [FONT=&quot]بماذا أستطيع مساعدتك؟

    [/FONT]

    [FONT=&quot]فوجئ بسؤالها وقال:

    [/FONT]

    [FONT=&quot]نغم[/FONT][FONT=&quot] ألم تعرفيني؟

    [/FONT]

    [FONT=&quot]كان لاسمها بصوته وقعٌ خاص جداً وذكرياتٌ ولا أروع..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]تماسكت وقالت:
    بلى ..ولكن بماذا أستطيع مساعدتك؟

    [/FONT]

    [FONT=&quot]زعم أنه يرغب بتسجيل ابن أخته بالروضة وأنه علمَ أنها معلمةٌ ممتازة ويرغب أن يكون بصفها ..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]قالت:[/FONT]
    [FONT=&quot]عذراً .. هذا الأمر ليس من اختصاصي راجع الإدارة لو سمحت !

    [/FONT]

    [FONT=&quot]كانت تُرغم نفسها على ذلك الجفاء وفي واقع الشعور أرادت أن ترتمي بين يديه وتبكي على صدره طويلاً..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]ولكن لا حق لها به ولا حق لها بالحلم أيضاً..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]خرج غاضباً وشعر أنها ربما أهانت كرامته أو أنه أهان نفسه بالحضور إليها

    [/FONT]

    [FONT=&quot]ربما كان ينتظر غير ذلك الاستقبال وتوقّع من حبها السابق له أن تسعد برؤيته لا أن تقابله بذاك البرود.


    [/FONT]

    [FONT=&quot]هي ليست غاضبةً منه ولا حتى تحمل له بقلبها شيئاً من الحقد [/FONT]
    [FONT=&quot]على العكس لأنها تحبه كثيراً تتمنى أن يسعد مع عائلته وأن تكون هي بعيدةً تماماً .

    [/FONT]

    [FONT=&quot]لم يكونا مدينين باعتذارٍ لبعضهما أبداً[/FONT]
    [FONT=&quot]فحكايتهما انتهت من دون نهاية ..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]كان يجب أن يفترقا .. وافترقا

    [/FONT]

    [FONT=&quot]دون جدالٍ أو خيانة أو خداع ودون أيّ اتفاق

    [/FONT]

    [FONT=&quot]تعبا من طول المعاناة مع القدر وكانا أكبر من أيّ مغامرةٍ تهدم حياتهما وحياة عائلتهما.


    [/FONT]

    [FONT=&quot]لم تكفّ عن البكاء يومها [/FONT]
    [FONT=&quot]فالذي آلمها أنها رأت نفسها في قلبه ورأت ذلك الحب مازال يتقدُ لمعاناً في عيونه وأن شوقه كان يقفز من صوته ليقع في قلبها..

    لم يستطع نسيانها .. أيعقلُ هذا؟

    [/FONT]

    [FONT=&quot]لماذا تزوج إذاً؟

    [/FONT]

    [FONT=&quot]هل حاول أن ينساها بزوجته ولم يستطع؟

    [/FONT]

    [FONT=&quot]هل كان يقصد بزواجه الأبوة فقط؟

    [/FONT]

    [FONT=&quot]فهي تعلم تماماً كم كان يحب الأطفال وكم كانا يحلمان بأطفالهما..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]هل زوجته امرأةٌ غبية أم أن حبيبته فعلاً امرأة لا تُنسى؟


    [/FONT]

    [FONT=&quot]نغم[/FONT][FONT=&quot] لم ترى وجهها ذلك اليوم ولكن تعتقد بأنها جميلة[/FONT]
    [FONT=&quot]فهو ذو ذوقٍ خاص بالنساء ولا يفتنه إلا الجمال الواضح ولهذا السبب نغم أخذت قلبه من أول مقابلة .. [/FONT]
    [FONT=&quot]فهي ذات جمال باهر !


    [/FONT]

    [FONT=&quot]انتهى دوامها وكانت تفضل يومها أن تعود لمنزلها دون سيارة الروضة[/FONT]
    [FONT=&quot]فضّلت أن تمشي قليلاً وبدأ المطر بالسقوط

    [/FONT]

    [FONT=&quot]إنها لا تحب المطر ففي حباته قصتها مع ذلك الحب[/FONT]
    [FONT=&quot]وفي رائحته ذكرياتها ودموعها ..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]يوم عرسه هطل المطر أيضاً ..وبغزارة ![/FONT]
    [FONT=&quot]لا يمكن أن تنسى ذلك اليوم!

    [/FONT]

    [FONT=&quot]كانت [/FONT][FONT=&quot]نغم[/FONT][FONT=&quot]صديقةً لأخته وقد دعتها لعرسه وأحضرت لها بطاقة دعوة..
    كانت تحبها كثيراً وتحاول أن تساعدها لتنساه

    [/FONT]

    [FONT=&quot]كُسر قلبها ألف مرةٍ ليلتها ومشت طويلاً تائهة لا تعرف أين تذهب..؟

    [/FONT]

    [FONT=&quot]ضاقت بها الشوارع والأزقة وبللها المطر حتى كرهت حباته وكرهت ساعة سقوطه..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]يومها أصيبتْ بانهيارٍ عصبي ولم تنم لأسبوعين ..
    تناولت الكثير من الأدوية ثم بدأت تتماثل للشفاء بعد أن تحطمت السعادة داخلها وأقفلت بحزنٍ عليه داخل قلبها.


    [/FONT]

    [FONT=&quot]وصلت منزلها وهي تسترجع كل تلك الذكريات ..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]بدّلت ملابسها وقررت أن تُخرج نفسها من ذلك الحزن وأن تفعل شيئاً تحبه ويساهم في تعديل مزاجها

    [/FONT]

    [FONT=&quot]ذهبت للسوق وقررت أن تشتري لتلاميذها الأطفال هدايا وألعاب فهي تفرح لسعادتهم وتنسى همومها معهم ..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]وفعلاً ذهبت لمحلٍ راقٍ جداً واشترت كثيراً من الهدايا الملونة والألعاب اللطيفة وقدمتها في اليوم التالي للأطفال وفرحوا بها كثيراً.

    [/FONT]

    [FONT=&quot]عادت للمنزل بمزاجٍ أصفى وقررت أن لا تفكر بشيء..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]رنّ الهاتف فأجابت

    [/FONT]

    [FONT=&quot]سيدةٌ لطيفة إستأذنتها لزيارةٍ قصيرة [/FONT][FONT=&quot]وطلبت أن تشرب معها القهوة وادعت أنها والدةُ أحد الطلاب الروضة ..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]لم تتعود نغم مثل تلك الزيارات من أحد ولكنها رحبت بها بكل سرور وقالت:[/FONT]
    [FONT=&quot]سأنتظركِ بعد غد السابعة مساءً

    [/FONT]

    [FONT=&quot]ارتابت نغم من تلك المكالمة ولكنها قررت أن تنتظر لتعرف اليقين ولا توقع نفسها في الشكوك والحيرة

    [/FONT]

    [FONT=&quot]أتى موعد الزيارة وتهيأت نغم لتلك الضيفة..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]فتحت باب المنزل وشاهدت سيدة جميلةً جداً تحمل طفلاً !

    [/FONT]

    [FONT=&quot]رحبت بها برقيٍّ واضح وكانت السيدة تتأملها بدهشة وتنتبه لكل تفاصيلها!!

    [/FONT]

    [FONT=&quot]سألت نغم عن اسم طفلها التي زعمت أنه طالبٌ في صفها[/FONT]
    [FONT=&quot]صمتت السيدة وقالت:

    [/FONT]

    [FONT=&quot]اعذريني فقد كذبت عليكِ[/FONT]
    [FONT=&quot]أنا لستُ والدةً لأي طفلٍ عندكِ بالروضة ..أنا زوجة قيس


    [/FONT]

    [FONT=&quot]سألت[/FONT][FONT=&quot] نغم من قيس؟؟؟؟؟؟ وصمتت والدهشة تكاد تقتلها

    [/FONT]

    [FONT=&quot]أجابت السيدة:

    [/FONT]

    [FONT=&quot]نعم قيس...من كنتِ تحبين...!!!

    [/FONT]

    [FONT=&quot]لا يمكن أن أتخيل الموقف ..قد يكون أصعب من يوم لقاءها به؟؟[/FONT]
    [FONT=&quot]تظاهرتْ بالقوة وسألتها
    ماذا تريدين؟

    [/FONT]

    [FONT=&quot]قالت:[/FONT]
    [FONT=&quot]قيس حكى لي كل شيء وروى قصة عشقكما الرائعة ولأنني أحبه بصدق...[/FONT]
    [FONT=&quot] ولأنني أمٌ لطفله ليس لدي مانع أن تكوني شريكتي به !!!!!!!!

    [/FONT]

    [FONT=&quot]قالت تلك الكلمة واختنق صوتها..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]نغم[/FONT][FONT=&quot] كادت أن تُجنّ...[/FONT]
    [FONT=&quot]يا إلهي ماذا تسمع؟؟

    [/FONT]

    [FONT=&quot]وما الذي يدفع سيدة مثلها أن تقول هذا الكلام وأن تطلبها ( ضرةً لها ) !!!!

    [/FONT]

    [FONT=&quot]لا بد أنها تحبه بجنون وتأبى أن تفقده حتى لو عرفت أن قلبه ليس لها..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]هل هي تضحيةٌ أم غباء؟؟

    [/FONT]

    [FONT=&quot]هل فضّلت أن يتم كل شيء برضاها ؟؟

    [/FONT]

    [FONT=&quot]وما الذي أوحى لقيس أن نغم يمكن أن تقبل أن يشاركها أحدٌ فيه وهو يعلم غيرتها وجنونها به..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]ويعلم تماماً رأيها بمثل تلك الأفكار..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]هي تفضّل أن تموت ألف مرةٍ من حب ..ولا أن تُذِل قلبها لمثل ذلك الموقف

    [/FONT]

    [FONT=&quot]سيطرت على أعصابها وأمسكت دموعها وقالت:

    [/FONT]

    [FONT=&quot]سيدتي أحترم حضوركِ إلى منزلي وأحترم سعةَ صدركِ وأحترم حبكِ لقيس[/FONT]
    [FONT=&quot]هذا الحب الذي يجعلكِ تضحين بكل شيء أمامه..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]ولكن أودّ أن تعلمي أن قيس هو بالنسبة لي ماضٍ جميل ..[/FONT]
    [FONT=&quot]ذكرى عطرة تُدفئ قلبي من وقتٍ لآخر ..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]قيس هو ذكرى فقط !

    [/FONT]

    [FONT=&quot]ابتلعت ريقها وأخذت نفساً عميقاً وتابعت :

    [/FONT]

    [FONT=&quot]أتمنى لكما السعادة وأتمنى أن تعيشا في حبٍ وهناء وأن تربيا طفلكما بكثيرٍ من الحب والتفاهم[/FONT]
    [FONT=&quot]أشكر زيارتك الغالية وهنيئاً له بزوجةٍ مثلك

    [/FONT]

    [FONT=&quot]بدا الفرح واضحاً في عيون الزوجة التي لم تتوقع أن تسمع هذه الكلمات وخصوصاً أن قيس أخبرها عن حب نغم الكبير له وحدثها عن مدى إخلاصها وتعلقها به ..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]اعتذرت السيدة واستأذنت للذهاب دون أن تنطق بحرف[/FONT]
    [FONT=&quot]قبّلت نغم الطفل الصغير وتمنت لهما الخير ..


    [/FONT]

    [FONT=&quot]هي لم تصدق نفسها ماذا فعلت ولا من أين أتت بكل تلك القوة لتتحدث معها بهذه الطريقة..!

    [/FONT]

    [FONT=&quot]بكت كثيراً وأغرقت وسادتها بالدموع ولكنها لم تندم لحظةً على رغم حبها الكبير له على ما قالته لزوجته.


    [/FONT]

    [FONT=&quot]لم تكن تعلم أن تلك الزيارة قد تكون مفيدة لهذه الدرجة [/FONT]
    [FONT=&quot]فقد أصبحت أقلُ تفكيراً به وانحصر تفكيرها بطفله وزوجته وكيف أنها من المستحيل أن تهدم تلك الخلية السعيدة

    [/FONT]

    [FONT=&quot]ومع مرور الأيام بدأت تتعافى منه تدريجياً وخصوصاً بعد أن فتحت أبواب قلبها لرجلٍ طالما أحبها كثيراً دون أن تدري ..[/FONT]
    [FONT=&quot]أستاذٌ في الجامعة[/FONT]
    [FONT=&quot]يحبها كثيراً ولكنها كانت تغلق عيونها عنه بسبب حبها لقيس ولكن بعد الذي طرأ على حياتها قررت أن تعطيه الفرصة ..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]شُغلت به وأعطته كل وقتها واستبدلت عطر قيس بعطر حبٍ جديد ملأها سعادةً وتفاؤل

    [/FONT]

    [FONT=&quot]وأيقنت أن الرضا هو أثمن ما قد يملك المرء في حياته.


    [/FONT]

    [FONT=&quot]بعد عامٍ ونصف وفي المكان ذاته..[/FONT]
    [FONT=&quot]صادفت نغم قيس وزوجته وطفله..

    ولكنها في هذه المرة اقتربت وصافحت زوجته وألقت عليهما التحية وزفّت لهما خبر خطوبتها من أستاذها بالجامعة

    [/FONT]

    [FONT=&quot]وانصرفت مبتسمةً تُطالع النجوم بأمل وتحمد الله على حبيبها الجديد الذي لن تمنح الحب إلا له..


    [/FONT]

    [FONT=&quot]أعتقد أنه .. كان مؤلماً [/FONT]
    [FONT=&quot]ولكن هذه المرة كان مؤلماً لقيس وليس لنغم ![/FONT]
    [FONT=&quot]وخاصةً عندما رآها فراشةً تطير فرحاً بحبها الجديد

    وعندما عَلِمَ أن عطره لم يعد يأسرها كما كان

    [/FONT]

    [FONT=&quot]وأنها سلّمت قلبها لرجلٍ آخر..

    [/FONT]

    [FONT=&quot]وأنها لن تنتظره بعد الآن أبداً..
    [/FONT]


     
  2. جاري تحميل الصفحة...