[FONT="]كان حبيبها يوماً ، كان مــؤلمـا[/FONT] [FONT="] [/FONT] [FONT="] [/FONT] [FONT="] [/FONT] [FONT="]كان حبيبها يوماً ... [/FONT] [FONT="]مرّ وقتٌ طويل قبل أن تراه .. واليوم رأته وهو أبٌ وزوج .. [/FONT] [FONT="]صُدم لرؤيتها أكثر منها مع أنها كانت معه دائماً وكان يسكنها دائماً .. [/FONT] [FONT="]موقفٌ كانت مدته ثانيتين ولكن بالنسبة لها كان سنيناً [/FONT] [FONT="]للحظة ..[/FONT] [FONT="]فقدت توازنها وشعرت بصغر حجم الكرة الأرضية وبأن الناس اختفوا جميعاً بما فيهم زوجته وطفله .. [/FONT] [FONT="]لم ترى أحداً سواه .. [/FONT] [FONT="]اعتقدتْ يوماً من الأيام أنها أقوى وأشجع وأنها تستطيع إن قابلته أن تسلّم عليه وتحتضن طفله وتبارك لزوجته ذاك الرجل الذي لن يتكرر في حياتها.. [/FONT] [FONT="]ولكنها كانت أضعف .. واكتشفت بألم أنها ما زالت تحبه ..! [/FONT] [FONT="]نحن غالباً ما نهرب من حقائق كثيرة داخلنا [/FONT] [FONT="]نحاول دفنها حية .. خوفاً أن تجرّ ورائها مشاعر وأحاسيس قد لا نستطيع التحكم فيها يوماً .. [/FONT] [FONT="]تناست وتماسكت واخفت جميع مشاعرها حتى تعود للمنزل[/FONT] [FONT="]كانت تواري نظرتها لأي أحد خوفاً أن يلمحه الناس في عيونها التي طالما خبأته داخلهما طويلاً .. [/FONT] [FONT="]خلال ساعة من المسير خلف آثار أقدامه كانت تستعرض شريط قصتهما معاً [/FONT] [FONT="]عشر سنين من العشق النقي ..القوي [/FONT] [FONT="]كانت حبه الأول وكان حبها الحقيقي .. [/FONT] [FONT="]فرحت [/FONT] [FONT="]وحزنت [/FONT] [FONT="] وضحكت [/FONT] [FONT="] وبكت [/FONT] [FONT="] وجنّت [/FONT] [FONT="] وعقلت [/FONT] [FONT="]وكبرت [/FONT] [FONT="]ونجحت [/FONT] [FONT="] وخسرت [/FONT] [FONT="]وصمتت [/FONT] [FONT="]وصمتت [/FONT] [FONT="]وصمتت كثيراً في حبه [/FONT] [FONT="]دخلت حياته فجأة وقلبت أحلامه وغيّرت شخصيته وراح الكل يلاحظ كم تبدلت أحواله وكم ملأت السعادة عيونه [/FONT] [FONT="]فقد كان لحبها في قلبه أثر السحر [/FONT] [FONT="]تصرفاته وكلماته وضحكاته وحركاته وحتى أفكاره كشفت عشقه السري لتلك الأميرة .. [/FONT] [FONT="]وأصبح من حوله يستحلفونه بحبه لها وكان لا يردُّ أحداً لذلك .. [/FONT] [FONT="]أحبها بجنون وعشق لأجلها كل تفصيلٍ يتعلق بها [/FONT] [FONT="]أحجار منزلها .. حروف اسمها .. وأيّ شيء يخصها وتحبه [/FONT] [FONT="]كان يراها بعينٍ تختلف عن كل الناس ولأجلها كان يستعد للموت [/FONT] [FONT="]وهي عشقته أكثر وضحّت به لأجله[/FONT][FONT="] .. وآثرت أن تتعذب ألف مرة على أن يُصاب بمكروه .. [/FONT] [FONT="]فمن يوم لقاءهما والقدر يعاند هذا الحب .. أتت جميع السفن بعكس ما يشتهون .. [/FONT] [FONT="]رغم كل هذا صمدوا عشر سنين ولكن لابد للأيام أن تدور وأن نرى الواقع بعين الواقع وأن تتوقف الأحلام الوردية ونعترف بأن الأسود والأبيض هما لون الحقيقة .. [/FONT] [FONT="]عادت إلى المنزل لترتمي مجدداً في حنينها إليه[/FONT] [FONT="]كانت تخبأ عطره دائماً وتهرب منه لتجد نفسها مغمورة به .. [/FONT] [FONT="]نعم ذلك العطر الذي يحمل وفاءً لا يحمله البشر[/FONT] [FONT="]ذلك العطر الذي يطرق أبواب ذاكرتها كل يوم ويستعرض أمامها ذاك الحب الضائع كل يوم ويكسر قلبها كل يوم.. [/FONT] [FONT="]يوماً .. سئمت حالتها مع ذلك العطر وقررت كسر زجاجة الماضي لترتاح من رائحة الذكريات .. [/FONT] [FONT="]لكنه القدر[/FONT] [FONT="]بعد شهرٍ تقريباً تلقت هدية من صديقةٍ لها في عيد ميلادها[/FONT] [FONT="]زجاجتي عطر (نسائي ورجالي) تحملان اسم عطره !! [/FONT] [FONT="]سخرت من ذلك القدر وسخرت من نفسها وبكت طويلاً على حبه الذي لا يريد أن يفارقها [/FONT] [FONT="]بعد ذلك اللقاء وبعد أن كان قلبها يتماثل للشفاء منه , عادت لتسقم بحبه من جديد [/FONT] [FONT="] وكانت تقنع نفسها كل يوم أنها ستنسى وأنه لم يعد يخصها وأن طفله أحقّ أن يفكر به وأن يمنحه حنانه .. [/FONT] [FONT="]فهي أصبحت ماضي والماضي ذكرى وليس واقعاً [/FONT] [FONT="]أكملت أيامها بالروتين نفسه ..[/FONT] [FONT="]المنزل .. الدراسة .. العمل .. وذكرياتها معه.. [/FONT] [FONT="]لم تكن تسمح لنفسها أن تفتح باباً للأمل[/FONT] [FONT="]كان قلبها مغلقاً ممهوراً بخاتم حبٍ قديم .. تعرف تماماً أنه لن يعود . [/FONT] [FONT="]صادفها كثيرٌ من الناس وأحبها كثير ولكنها أبت ورفضت وأكتفت بوحدتها واتخذت في الحياة رسالة أخرى وهي رسالة التعليم إلى جانب دراستها الجامعية [/FONT] [FONT="]فقد كانت معلمةً في روضة أطفال فهي تعشقهم كثيراً وطالما حلمت أن تكون معهم. [/FONT] [FONT="]وكان له بكل أحلامها طرفاً أو خيطاً حتى أصبحت تتمنى أن يكبر طفله وتكون هي معلمته!! [/FONT] [FONT="]لا أدري ما هذا ؟؟ وكيف يكون مثل ذلك الحب في أيامنا هذه[/FONT] [FONT="]قد اتهمها بالجنون أو بالغباء! [/FONT] [FONT="]فكيف لنا أن نتعلق ببقايا زجاجٍ كان كأساً يوماً ما ؟؟!! [/FONT] [FONT="]كيف يمكن أن نبقى على أملٍ بغدٍ نعلم أنه لن يأتي؟؟!! [/FONT] [FONT="]بقيت نغم بخير ( كما تدّعي ) حتى أتى ذلك اليوم..[/FONT] [FONT="]كانت تلعب مع الأطفال وترسم لهم .. [/FONT] [FONT="]طُرق الباب وأمرت بالدخول .. [/FONT] [FONT="]لم تكن تتخيل أنها قد تقابله في مكانٍ كهذا ! [/FONT] [FONT="]دخل الصف مبتسماً [/FONT] [FONT="]صُدمتْ ..لا بل صُعقتْ [/FONT] [FONT="]أخذ الصمت صوتها وكانت تشعر أنها تحلم [/FONT] [FONT="]ما الذي جاء به ؟ وكيف عرف أين تعمل ؟ والأهم ماذا يريد؟؟؟ [/FONT] [FONT="]سيطرت على نفسها وبادلته التحية وسألت: [/FONT] [FONT="]بماذا أستطيع مساعدتك؟ [/FONT] [FONT="]فوجئ بسؤالها وقال: [/FONT] [FONT="]نغم[/FONT][FONT="] ألم تعرفيني؟ [/FONT] [FONT="]كان لاسمها بصوته وقعٌ خاص جداً وذكرياتٌ ولا أروع.. [/FONT] [FONT="]تماسكت وقالت: بلى ..ولكن بماذا أستطيع مساعدتك؟ [/FONT] [FONT="]زعم أنه يرغب بتسجيل ابن أخته بالروضة وأنه علمَ أنها معلمةٌ ممتازة ويرغب أن يكون بصفها .. [/FONT] [FONT="]قالت:[/FONT] [FONT="]عذراً .. هذا الأمر ليس من اختصاصي راجع الإدارة لو سمحت ! [/FONT] [FONT="]كانت تُرغم نفسها على ذلك الجفاء وفي واقع الشعور أرادت أن ترتمي بين يديه وتبكي على صدره طويلاً.. [/FONT] [FONT="]ولكن لا حق لها به ولا حق لها بالحلم أيضاً.. [/FONT] [FONT="]خرج غاضباً وشعر أنها ربما أهانت كرامته أو أنه أهان نفسه بالحضور إليها [/FONT] [FONT="]ربما كان ينتظر غير ذلك الاستقبال وتوقّع من حبها السابق له أن تسعد برؤيته لا أن تقابله بذاك البرود. [/FONT] [FONT="]هي ليست غاضبةً منه ولا حتى تحمل له بقلبها شيئاً من الحقد [/FONT] [FONT="]على العكس لأنها تحبه كثيراً تتمنى أن يسعد مع عائلته وأن تكون هي بعيدةً تماماً . [/FONT] [FONT="]لم يكونا مدينين باعتذارٍ لبعضهما أبداً[/FONT] [FONT="]فحكايتهما انتهت من دون نهاية .. [/FONT] [FONT="]كان يجب أن يفترقا .. وافترقا [/FONT] [FONT="]دون جدالٍ أو خيانة أو خداع ودون أيّ اتفاق [/FONT] [FONT="]تعبا من طول المعاناة مع القدر وكانا أكبر من أيّ مغامرةٍ تهدم حياتهما وحياة عائلتهما. [/FONT] [FONT="]لم تكفّ عن البكاء يومها [/FONT] [FONT="]فالذي آلمها أنها رأت نفسها في قلبه ورأت ذلك الحب مازال يتقدُ لمعاناً في عيونه وأن شوقه كان يقفز من صوته ليقع في قلبها.. لم يستطع نسيانها .. أيعقلُ هذا؟ [/FONT] [FONT="]لماذا تزوج إذاً؟ [/FONT] [FONT="]هل حاول أن ينساها بزوجته ولم يستطع؟ [/FONT] [FONT="]هل كان يقصد بزواجه الأبوة فقط؟ [/FONT] [FONT="]فهي تعلم تماماً كم كان يحب الأطفال وكم كانا يحلمان بأطفالهما.. [/FONT] [FONT="]هل زوجته امرأةٌ غبية أم أن حبيبته فعلاً امرأة لا تُنسى؟ [/FONT] [FONT="]نغم[/FONT][FONT="] لم ترى وجهها ذلك اليوم ولكن تعتقد بأنها جميلة[/FONT] [FONT="]فهو ذو ذوقٍ خاص بالنساء ولا يفتنه إلا الجمال الواضح ولهذا السبب نغم أخذت قلبه من أول مقابلة .. [/FONT] [FONT="]فهي ذات جمال باهر ! [/FONT] [FONT="]انتهى دوامها وكانت تفضل يومها أن تعود لمنزلها دون سيارة الروضة[/FONT] [FONT="]فضّلت أن تمشي قليلاً وبدأ المطر بالسقوط [/FONT] [FONT="]إنها لا تحب المطر ففي حباته قصتها مع ذلك الحب[/FONT] [FONT="]وفي رائحته ذكرياتها ودموعها .. [/FONT] [FONT="]يوم عرسه هطل المطر أيضاً ..وبغزارة ![/FONT] [FONT="]لا يمكن أن تنسى ذلك اليوم! [/FONT] [FONT="]كانت [/FONT][FONT="]نغم[/FONT][FONT="]صديقةً لأخته وقد دعتها لعرسه وأحضرت لها بطاقة دعوة.. كانت تحبها كثيراً وتحاول أن تساعدها لتنساه [/FONT] [FONT="]كُسر قلبها ألف مرةٍ ليلتها ومشت طويلاً تائهة لا تعرف أين تذهب..؟ [/FONT] [FONT="]ضاقت بها الشوارع والأزقة وبللها المطر حتى كرهت حباته وكرهت ساعة سقوطه.. [/FONT] [FONT="]يومها أصيبتْ بانهيارٍ عصبي ولم تنم لأسبوعين .. تناولت الكثير من الأدوية ثم بدأت تتماثل للشفاء بعد أن تحطمت السعادة داخلها وأقفلت بحزنٍ عليه داخل قلبها. [/FONT] [FONT="]وصلت منزلها وهي تسترجع كل تلك الذكريات .. [/FONT] [FONT="]بدّلت ملابسها وقررت أن تُخرج نفسها من ذلك الحزن وأن تفعل شيئاً تحبه ويساهم في تعديل مزاجها [/FONT] [FONT="]ذهبت للسوق وقررت أن تشتري لتلاميذها الأطفال هدايا وألعاب فهي تفرح لسعادتهم وتنسى همومها معهم .. [/FONT] [FONT="]وفعلاً ذهبت لمحلٍ راقٍ جداً واشترت كثيراً من الهدايا الملونة والألعاب اللطيفة وقدمتها في اليوم التالي للأطفال وفرحوا بها كثيراً. [/FONT] [FONT="]عادت للمنزل بمزاجٍ أصفى وقررت أن لا تفكر بشيء.. [/FONT] [FONT="]رنّ الهاتف فأجابت [/FONT] [FONT="]سيدةٌ لطيفة إستأذنتها لزيارةٍ قصيرة [/FONT][FONT="]وطلبت أن تشرب معها القهوة وادعت أنها والدةُ أحد الطلاب الروضة .. [/FONT] [FONT="]لم تتعود نغم مثل تلك الزيارات من أحد ولكنها رحبت بها بكل سرور وقالت:[/FONT] [FONT="]سأنتظركِ بعد غد السابعة مساءً [/FONT] [FONT="]ارتابت نغم من تلك المكالمة ولكنها قررت أن تنتظر لتعرف اليقين ولا توقع نفسها في الشكوك والحيرة [/FONT] [FONT="]أتى موعد الزيارة وتهيأت نغم لتلك الضيفة.. [/FONT] [FONT="]فتحت باب المنزل وشاهدت سيدة جميلةً جداً تحمل طفلاً ! [/FONT] [FONT="]رحبت بها برقيٍّ واضح وكانت السيدة تتأملها بدهشة وتنتبه لكل تفاصيلها!! [/FONT] [FONT="]سألت نغم عن اسم طفلها التي زعمت أنه طالبٌ في صفها[/FONT] [FONT="]صمتت السيدة وقالت: [/FONT] [FONT="]اعذريني فقد كذبت عليكِ[/FONT] [FONT="]أنا لستُ والدةً لأي طفلٍ عندكِ بالروضة ..أنا زوجة قيس [/FONT] [FONT="]سألت[/FONT][FONT="] نغم من قيس؟؟؟؟؟؟ وصمتت والدهشة تكاد تقتلها [/FONT] [FONT="]أجابت السيدة: [/FONT] [FONT="]نعم قيس...من كنتِ تحبين...!!! [/FONT] [FONT="]لا يمكن أن أتخيل الموقف ..قد يكون أصعب من يوم لقاءها به؟؟[/FONT] [FONT="]تظاهرتْ بالقوة وسألتها ماذا تريدين؟ [/FONT] [FONT="]قالت:[/FONT] [FONT="]قيس حكى لي كل شيء وروى قصة عشقكما الرائعة ولأنني أحبه بصدق...[/FONT] [FONT="] ولأنني أمٌ لطفله ليس لدي مانع أن تكوني شريكتي به !!!!!!!! [/FONT] [FONT="]قالت تلك الكلمة واختنق صوتها.. [/FONT] [FONT="]نغم[/FONT][FONT="] كادت أن تُجنّ...[/FONT] [FONT="]يا إلهي ماذا تسمع؟؟ [/FONT] [FONT="]وما الذي يدفع سيدة مثلها أن تقول هذا الكلام وأن تطلبها ( ضرةً لها ) !!!! [/FONT] [FONT="]لا بد أنها تحبه بجنون وتأبى أن تفقده حتى لو عرفت أن قلبه ليس لها.. [/FONT] [FONT="]هل هي تضحيةٌ أم غباء؟؟ [/FONT] [FONT="]هل فضّلت أن يتم كل شيء برضاها ؟؟ [/FONT] [FONT="]وما الذي أوحى لقيس أن نغم يمكن أن تقبل أن يشاركها أحدٌ فيه وهو يعلم غيرتها وجنونها به.. [/FONT] [FONT="]ويعلم تماماً رأيها بمثل تلك الأفكار.. [/FONT] [FONT="]هي تفضّل أن تموت ألف مرةٍ من حب ..ولا أن تُذِل قلبها لمثل ذلك الموقف [/FONT] [FONT="]سيطرت على أعصابها وأمسكت دموعها وقالت: [/FONT] [FONT="]سيدتي أحترم حضوركِ إلى منزلي وأحترم سعةَ صدركِ وأحترم حبكِ لقيس[/FONT] [FONT="]هذا الحب الذي يجعلكِ تضحين بكل شيء أمامه.. [/FONT] [FONT="]ولكن أودّ أن تعلمي أن قيس هو بالنسبة لي ماضٍ جميل ..[/FONT] [FONT="]ذكرى عطرة تُدفئ قلبي من وقتٍ لآخر .. [/FONT] [FONT="]قيس هو ذكرى فقط ! [/FONT] [FONT="]ابتلعت ريقها وأخذت نفساً عميقاً وتابعت : [/FONT] [FONT="]أتمنى لكما السعادة وأتمنى أن تعيشا في حبٍ وهناء وأن تربيا طفلكما بكثيرٍ من الحب والتفاهم[/FONT] [FONT="]أشكر زيارتك الغالية وهنيئاً له بزوجةٍ مثلك [/FONT] [FONT="]بدا الفرح واضحاً في عيون الزوجة التي لم تتوقع أن تسمع هذه الكلمات وخصوصاً أن قيس أخبرها عن حب نغم الكبير له وحدثها عن مدى إخلاصها وتعلقها به .. [/FONT] [FONT="]اعتذرت السيدة واستأذنت للذهاب دون أن تنطق بحرف[/FONT] [FONT="]قبّلت نغم الطفل الصغير وتمنت لهما الخير .. [/FONT] [FONT="]هي لم تصدق نفسها ماذا فعلت ولا من أين أتت بكل تلك القوة لتتحدث معها بهذه الطريقة..! [/FONT] [FONT="]بكت كثيراً وأغرقت وسادتها بالدموع ولكنها لم تندم لحظةً على رغم حبها الكبير له على ما قالته لزوجته. [/FONT] [FONT="]لم تكن تعلم أن تلك الزيارة قد تكون مفيدة لهذه الدرجة [/FONT] [FONT="]فقد أصبحت أقلُ تفكيراً به وانحصر تفكيرها بطفله وزوجته وكيف أنها من المستحيل أن تهدم تلك الخلية السعيدة [/FONT] [FONT="]ومع مرور الأيام بدأت تتعافى منه تدريجياً وخصوصاً بعد أن فتحت أبواب قلبها لرجلٍ طالما أحبها كثيراً دون أن تدري ..[/FONT] [FONT="]أستاذٌ في الجامعة[/FONT] [FONT="]يحبها كثيراً ولكنها كانت تغلق عيونها عنه بسبب حبها لقيس ولكن بعد الذي طرأ على حياتها قررت أن تعطيه الفرصة .. [/FONT] [FONT="]شُغلت به وأعطته كل وقتها واستبدلت عطر قيس بعطر حبٍ جديد ملأها سعادةً وتفاؤل [/FONT] [FONT="]وأيقنت أن الرضا هو أثمن ما قد يملك المرء في حياته. [/FONT] [FONT="]بعد عامٍ ونصف وفي المكان ذاته..[/FONT] [FONT="]صادفت نغم قيس وزوجته وطفله.. ولكنها في هذه المرة اقتربت وصافحت زوجته وألقت عليهما التحية وزفّت لهما خبر خطوبتها من أستاذها بالجامعة [/FONT] [FONT="]وانصرفت مبتسمةً تُطالع النجوم بأمل وتحمد الله على حبيبها الجديد الذي لن تمنح الحب إلا له.. [/FONT] [FONT="]أعتقد أنه .. كان مؤلماً [/FONT] [FONT="]ولكن هذه المرة كان مؤلماً لقيس وليس لنغم ![/FONT] [FONT="]وخاصةً عندما رآها فراشةً تطير فرحاً بحبها الجديد وعندما عَلِمَ أن عطره لم يعد يأسرها كما كان [/FONT] [FONT="]وأنها سلّمت قلبها لرجلٍ آخر.. [/FONT] [FONT="]وأنها لن تنتظره بعد الآن أبداً.. [/FONT]