السلام عليكم ورحمة الله وبركاته زوج بعد ما لف العالم كله لوحده من دوله الي دوله* وركب الطائرات حتى صارت عنده مثل سياره بالنسبة له* ولا في حياته فكر ان يأخذ زوجته وابنه معه* فإن ساره زوجته لم تركب الطائرة إلا تلك الليلة* وبعد..عشرين سنة* وكان اول رحله لها بالطائره* ومع من* مع* أخيها البسيط* الذي أحس أنه يجب أن ينفس عنها بما يستطيع* واخذها في سيا ارته البسيطه ووصلها الي المطارإ..* وتمنت ان .. تركب الطيارة التي يركبها دائماً زوجهاويسافر لوحده ولا عمرها شافت الطائره الي بالتلفزيون والسماء* * وقطع لها اخاها تذ كرة ومعها ابنها محرماً لها* ولما وصلت اللي الدمام* وعند وصولها لم تنم ساره .. بل أخذت تثرثر مع زوجها خالد* ساعة عن الطيارة وتصف له مداخلها ومقاعدها وأضواءها ومباهجها ووجباتها* وكيف طارت في الفضاء ..* طاااااارت!* تصف له مدهوشة كأنها قادمة من كوكب آخر ..* مدهش!* فرحانه* وزوجها ينظر إليها متعجباً مستغربا ولم تكد تنتهي من وصف الطائرة* حتى ابتدأت في وصف الدمام والرحلة إلى الدمام من بدئها لختامها* والبحر الذي رأته لأول مرة في حياتها والطريق الطويل الجميل بين الرياض والدمام* في رحلة الذهاب أما رحلةالعوده فكانت في الطائرة* لطائرة التي لن تنساها إلى الأبد واستقعدت على ركبتيها* كأنها طفلة ترى مدن الملاهي الكبرى لأول مرة في حياتها* وأخذت تصف لزوجها وعيناها تلمعان دهشة وسعادة* رأت من شوارع ومن محلات ومن بشر ومن حجر ومن رمال ومن مطاعم* وكيف أن البحر يرغي ويزبد .......... كأنه جمل هائج* وكيف أنها وضعت يديها هاتين ..* هاتين في ماء البحر* وذاقته طعم البحر فإذا به مالح .. مالح ..* وكيف أن البحر في النهار أزرق وفي الليل أسود* ورأيت السمك يا خالد* نعم رأيته بعيني يقترب من الشاطئ* وصاد لي أخي سمكة* ولكنني رحمتها وأطلقتها في الماء مرة ثانية ..* كانت سمكة صغيرة وضعيفة .. ورحمت أمها ورحمتها ..* ولولا الحياء يا خالد لبنيت لي بيتاً على شاطئ ذاك البحر* رأيت الأطفال يبنون !!* ـ يووووه نسيت يا خالد صح* ونهضت بسرعه فأحضرت حقيبتها ونثرتها* وأخرجت منها زجاجة من العطر وقدمتها إليه وكأنها تقدم الدنيا* وقالت هذه هديتي إليك وأحضرت لك يا خالد* " اخذيه** تستخدمها للحمام.* وكادت الدمعة تطفر من عين خالد لأول مرة ..* لأول مرة في علاقته بها وزواجه منها* فهو قد طاف الدنيا ولم يحضر لها مرة هدية ..* وهو قد ركب معظم خطوط الطيران في العالم ولم يأخذها معه مرة* لأنها في اعتقاده جاهلة لا تقرأ ولا تكتب فما حاجتها إلى الدنيا وإلى السفر* ولماذا يأخذها معه ونسى ..* نسي أنها إنسانة ..* إنسانة أولاً وأخيراً ..* وإنسانيتها الآن تشرق أمامه ... وتتغلغل في قلبه* وهو الذي يراها تحضر له هدية ولا تنساه .. فما أكبر الفرق !!!* بين المال الذي يقدمه لها إذا سافر أو عاد* وبين الهدية التي قدمتها هي إليه في سفرتها الوحيدة واليتيمة* إن " الحذااء ** الذي قدمته له يساوي كل المال الذي قدمه لها* فالمال من الزوج واجب والهدية شيء آخر* وأحس بالشجن يعصر قلبه وهو يرى هذه الصابرة* التي تغسل ثيابه ... تعد له أطباقه ...أنجبت له أولاده ....شاركته حياته* سهرت عليه في مرضه* كأنما ترى الدنيا أول مرة ولم يخطر لها يوماً أن تقول له* اصحبني معك وأنت مسافر أو حتى لماذا تسافر* لأنهاالمسكينة تراه فوق .. بتعليمه وثقافته* وكرمه المالي الذي يبدو له الآن أجوف .. بدون حس ولاقلب ..* أحس بالألم وبالذنب ..* وبأنه سجن إنسانة بريئة لعشرين عاماً* ليس فيها يوم يختلف عن يوم ..* فرفع يده إلى عينه يواري دمعة لاتكاد تبين .. وقال لها كلمة قالها لأول مرة في حياته* ولم يكن يتصور أنه سيقولها لها أبد الآبدين .... قال لها :* أحبك ..* قالها من قلبه ..* وتوقفت يداها عن تقليب الحقيبة* وتوقفت شفتاها عن الثرثرة* وأحست أنها دخلت في رحلة أخرى أعجب من الدمام ومن البحر ومن الطائرة* وألذ .....!!!!*