شغف العرب القدامى بالصيد , و كان صائد الآسد بطلاً بين قومه يتباهون به فقد كان حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه من اشهر صيادى الاسود فى جزيرة العرب و كان يقال له أسد الله و أسد رسوله و كان يكنى بأبا عمارة و كان بنو هاشم يباهون العرب بحمزة رضوان الله عليه و لا عجب فالأسود من الحيوانات المفترسة التي سكنت الجزيرة العربية و العراق و الشام و مصر و ما جاورها و لكنها بادت عن بكرة أبيها للأسف بسبب الصيد الجائر و التصحر و أنحسار موائلها الطبيعية و قد كان لهذا الحيوان مواضع عديدة ، عرفت بـ «المآسد» و جمعها مأسدة . و كان العرب يسمون مأوى الأسد «العريس» و «العريسة» و كان يصعب عليهم صيده و هو في عريسته فضرب بذلك المثل : « كمبتغي الصيد في عريسة الأسد » . و العريسة في لسان العرب : الشجر الملتف الكثيف و من المآسد التي عرفت في بلاد العرب - عَثَّر: موضع باليمن ، و قيل : هي أرض مأسدة . بناحية تبالة . - خَفيّة : موضع في سواد الكوفة بالعراق . و كل موضع أشب الفياض.. كثير الأُسْدِ يسمى (خفّان) . - الشراة : طريق في سلمى ، كثيرة الأسد . و قيل : الشراة جبل بنجد لطيئ ، و جبيل بتهامة كثير السباع و ضربوا بأسد الشراة المثل. طرق الصيد تفننّ العرب في طرق صيد الأسد ، ذكر الاستاذ زكي محمد حسن بعضها و هي أن يركب الصياد فرساً مدرباً على مواجهة الأسد و فيها يتظاهر الفارس بالهرب ، فيتبعه الأسد ، و لكنه لا يدركه ، لأن الفرس اسرع منه ، فيتعب بسرعة ، فيستدير الصياد نحوه و عند اقترابه يرشقه بسهم هادفاً احدى اقدامه ، و يبقى الأسد مستمراً بالملاحقة ، و الصياد يواصل رميه بالسهام حتي تقل المسافة بينهما تدريجيا ، ثم يضع الصياد نهاية للأسد المتعب بسهام اخرى . و يستطيع رجل واحد ، إنْ لمس الشجاعة في نفسه ان يتصدى للأسد ، و يتسلح برمح و سيف و عدد من السكاكين ، فان هاجمه الأسد صوب رمحه نحو رقبته ، و حاول ضربه بالسيف على سيقانه ، و لاسيما الخلفية ، و يقفز الى الخلف ، و ربما حاول ان يطعن احدى عينيه او يصيبه في فمه إن أمكن ، و قد يغمد خنجراً في جسم الاسد ، ثم يقف جانباً يراقب الأسد المنهار و هو يلفظ انفاسه الاخيرة . طرق أخرى و ثمة طريقة اخرى لصيد الأسد ، لا تخلو من مخاطرة ، و ذلك بأن يقوم بها رجل شجاع رابط الجأش ، ينبطح عند عرين الأسد يعمل أصواتاً ، ثم يقذف حصى داخل العرين ، فاذا خرج الاسد ، تحرك الصياد نحوه ، و قد لف يده اليسرى بالصوف مقدماً أياها فاذا عض الاسد ذلك الصوف فانه بهذا يكشف عن جسمه للصياد ، فتواتيه الفرصة ، لاستعمال سيفه . و ذكر كشاجم في (المصائد و المطارد) وسيلة أخرى من وسائل صيد الاسد تسمى (اللبابيد) و تصنع من الصوف ، يستتر بها الصياد ، فاذا قدم الاسد ، حسر الصياد رأسه و باغته ، ثم يبادر الى تكبيله و بعدها يكون الأسد أسيراً لا يملك حيلة يفلت بها . و قال كشاجم واصفاً صيد الاسد باللبابيد مع جماعة من الرجال كالأسود ليذعر بهم الأسود ، قد استتروا بلبود حمر كأنها صنعت من الحديد ، و لكنها تحميهم أكثر منه و اختفوا في مكان تمر منه الأسود . و لما اقتربت و الشرر يتطاير من نواظرها ، امر جماعته بالسجود ليحتالوا لها كانت أذنابها معقودة ، و هاماتها كالصخر الشديد ، و مع ذلك فانهم استطاعوا الايقاع بها ، فشددوا بعضها بالقيود و فرّ الآخر يبكي على ما فقد من زمرته ، يحدث نفسه بالثأر له و يصاد الأسد ايضاً بتعاون رجلين ، يقوم أحدهما بخداع الأسد ، بينما يتبعه الآخر محاولاً اصابة اقدام الاسد الخلفية و عندما يستدير الاسد نحوه ، يسارع الاول الى شل سيقانه ، ليتمكن شريكه من غمد سيفه في جسم الطريدة و يحرص على ايصاله الى القلب . أما اذا هاجم الأسد الصياد الأول في البداية فان الثاني يلجأ الى طعنه في عينيه ليعمى و يسهل الانقضاض عليه. و ثمة طريقة أخرى ، و ان كانت شاقة ، لكنها تتطلب الحذر و الانتباه و الاستجابة الدقيقة السريعة يقوم بها جماعة من الصيادين ، يترقبون الأسد حتي ينام وقت القيلولة ، ثم يتقدمون منه بشكل دائري ، و بكل هدوء و الرماح بأيديهم ، و بعد ان يتمكنوا من تطويقه ، يوجهون رماحهم نحوه و هو موجود وسطهم ، و باشارة اخرى يقذفونه برماحهم . و يتخذ الصيادون أيضاً من (المِلْسَن) طريقة لصيد الأسد . و الملسن حجر يجعلونه في أعلى باب بيت يبنونه من حجارة ، و يجعلون لْحَمَة الأسدِ في مؤخّره ، فاذا دخل الاسد فتناول اللحمة ، سقط الحجر على الباب فسده و بذلك يحبس فلا http://www.youtube.com/watch?feature...&v=K9T89kc1rVU