أضواء المسرح !!!!! توسط خشبة المسرح ... كما إعتاد دوماً ... هذه هي الحظة الحاسمة .. قمة الحدث الدرامي ... حيث يلقي مونولوجه الطويل ... استعاد كل خبراته في سنوات طوال ... من العمل على هذه الخشبة ... كان كــ عادته متألقاً ... نظر إلى الجمهور أمامه ... يستمد منه الدافع للإبداع ... و بدأ في الإلقـاء ... مر أمامه شريط سريع لحياته ... بدايات متواضعة ... نجـاح محـدود ... جهد و كد و تعب ... بدايـة الشهـرة ... التـألق و النجـاح ... النجومية الطاغية ... ثم تحول إلى أسطورة ... يتحدث عنها الجميـع ... تصاعدت نبرات صوته ... كأنها كانت تتسلق معه درجات النجاح ... حتى وصـل إلى ذروة الحـوار ... جلجل صوتـه في أرجـاء المكـان ... و هو يختـم حـواره الطويــل ... ثم أنهى كلماته بتلك الحركة ... التي تدرب عليها طويلاً ... ثم ينحني منكفئاً على نفسه ... حتى تشتعل أكف الجمهور بالتصفيق ... ملأته الهتافات و تحية الجمهور الحارة ... بالسعادة و غمرته بذلك الشعور الذي ... يرفعه محلقاً في سماوات عاليه من النشوة ... رفع رأسه و أنحنى مجدداً ليحيي الجمهور ... كرر التحيه مرات و مرات ثم غادر المسرح المظلم ... و هو يلـوح بكلتـا يديـه محييـاً تلك المقاعـد الخاليـة !!!!! ...