1. أحاديث الاسراء والمعراج 2024 , حدث الإسراء والمعراج , ذكرى الاسراء والمعراج

    أحاديث الاسراء والمعراج 2024, حدث الإسراء والمعراج , ذكرى الاسراء والمعراج



    [1] منها حديث : " كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يسأل ربه أن يريه الجنة والنار فلما كان ليلة السبت لسبع عشرة خلت من شهر رمضان قبل الهجرة بثمانية عشر شهرا ورسول الله صلي الله عليه وسلم نائم في بيته ظهرا أتاه جبريل وميكائيل فقال انطلق ..." الخ ما جاء فى حديث الإســراء والمعراج 0 ] الحكم : الحديث ليس صحيحا، أخرجه ابن سعد في " الطبقات " (142/1، 143) فهذا حديت ضعيف جدا وعلته محمد بن عمر وهو الواقدي متروك ، وعلة أخرى ابن أبي سبرة قال عنه الإمام أحمد : يضع الحديث . وقال النسائي : متروك . وقال ابن معين : ليس حديثه بشىء كذا في " الميزان " ( 4 / 503 ،504)
    [2] وقد أوردها الكتانى في كتابه " نظم المتناثر في الحديث المتواتر" بما لا يدع مجالا لمتقول.
    [3] الاسراء 1
    [4] المعجم الكبير للطبراني ج 19 ص 351
    [5] مسلم 809 وأحمد 20426
    [6] البخارى 1115
    [7] ولهذا قال العلماء من نذر صلاة في مسجد لا يصل إليه إلا برحلة وراحلة فلا يفعل ، ويصلى في مسجده ، إلا في الثلاثة المساجد المذكورة فإنه من نذر صلاة فيها خرج إليها.

    [8] مسلم 234
    [9] النجم 17
    [10] مسلم 1109
    [11] أحمد 3161 ، 8833
    [12] واختلف في ذلك علي ابن شهاب : فروى عن موسى بن عقبة أنه أسري به صلي الله عليه وسلم إلى بيت المقدس قبل خروجه إلى المدينة بسـنة . وروى عنه الوَقَّاصي قال : أسري به صلي الله عليه وسلم بعد مبعثه بخمس سنين . وروى يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال : صلت خديجة رضي الله عنها مع النبي صلي الله عليه وسلم . قال أبو عمر : وهذا يدلك على أن الإسراء كان قبل الهجرة بأعوام ؛ لأن خديجة رضي الله عنها قد توفيت قبل الهجرة بخمس سنين ، وقيل بثلاث ، وقيل بأربع . وقال الحربي : أسري به صلي الله عليه وسلم ليلة سبع وعشرين من شهر ربيع الآخر قبل الهجرة بسـنة. وقال أبو بكر محمد بن علي ابن القاسم الذهبي في تاريخه : أسري به صلي الله عليه وسلم من مكة إلى بيت المقدس وعرج به إلى السماء بعد مبعثه بثمانية عشر شهرا. (تفسير القرطبي ج 10 ص 204ــ 211 بتصرف)
    [13] فتح الباري ج 7 ص 203
    [14] زاد المعاد57/1
    [15] النساء من الآية 103
    [16] 31 ـ 32 آل عمران





    شهر رجب الحرام الذي بدأ في العد التنازلي مؤذنا بالرحيل ، شهد فى الإسلام حوادث هامة فى تاريخ هذا الدين ، إلا أن ما أحدثه المسلمون من بدع تتعلق بهذا الشهر ـ كما قلنا ونكرر دائما في أكثر من موضع ـ قد عرّت هذه الأحداثِ من معانيها السامية ، وطغت على ما تحويه من حكم بالغة ، وهذا أمر طبيعى لأن البدع النابتة تنسى الكثير من السنن ، فما من بدعة نبتت إلا أماتت فى مقابلها سنة .

    ولقد كان من بين ما أحاط الناسُ الشهرَ الحرامَ بالبدع والخرافات ليلةَ الإسـراء والمعراج ، وأن الإسـراء والمعراج كان فى شهر رجب ، فى ليلة السابع والعشرين ، ويخصون هذه الليلة بما تعرفونه من الاحتفالات والعبادات ، واعتمدوا فى ذلك أحاديث مختلقة وموضوعة لتعيين ليلة الإسراء والمعراج ( [1] )

    ولقد انتهى العلماء المخلصون إلى أن الإسراء والمعراج لم يكن فى شهر رجب ؛ ولئلا يتهمنا متقول بما لم نقله ، يجب أن نفرق بين :

    أحاديث " تعيين ليلة الإسراء والمعراج " .

    وبين أحاديث " حدث الإسراء والمعراج" نفسـه.

    فأحاديث " تحديد ليلة معينة وقع فيها الإسراء والمعراج " لا يصح فيها شيء ، كما سيتبين لنا من أقوال العلماء ، أما أحاديث " حدث الإسراء والمعراج " نفسه وافتتاح أبواب السماوات السبع للنبي صلي الله عليه وسلم فهي ثابتة في أعلى درجات الصحة بل متواترة ، لا مرية فيها. ( [2] )

    ومن هنا كانت خطبتنا معكم اليوم إن شاء الله تعالى حول حدث الإسراء والمعراج نفسه ، ثم نتبعه بأقوال العلماء فيما يختص بتحديد زمانه.

    حدث الإسراء والمعراج ثابت ثبوتا قطعيا بالكتاب والسنة ، فبالكتاب يقول الله عز وجل : " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"( [3] )

    قوله عز وجل : " سُبْحَانَ "سبحان اسم موضوع موضع المصدر ، تقول سبحت تسبيحا وسـبحانا ، مثل كفرت اليمين تكفيرا وكفرانا ، ومعناه : التنزيه والبراءة لله عز وجل من كل نقص ، فهو ذكر عظيم لله تعالى لا يصلح لغيره ، وقد روى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أن رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلمقال : " ... التَّسْبِيحُ تَنْزِيهُ اللَّهِ مِنْ كُلِّ سُوءٍ " ( [4] )

    قوله سبحانه وتعالى : " الَّذِي أَسْرَى " الإسراء هو سير الليل ، قوله سبحانه وتعالى :" بِعَبْدِهِ " لما رفعه الله تبارك وتعالي إلى حضرته السنية وأرقاه فوق الكواكب العلوية ألزمه اسم العبودية تواضعا للأمة ، قال العلماء : لو كان للنبي صلي الله عليه وسلم اسم أشرف منه لسماه به في تلك الحالة العلية .

    قوله سبحانه وتعالى : " مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ..." من حديث أبي ذَرّ ٍرضي الله عنه قال سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم عَنْ أَوَّلِ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ قَالَ : " الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ ". قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ : " الْمَسْجِدُ الأَقْصَى". قُلْتُ كَمْ بَيْنَهُمَا ؟ قَالَ : "أَرْبَعُونَ عَامًا ..."( [5] ) وقد بنى سليمان عليه السلام المســجد الأقصى ، ونذكر هنا بقول رسولنا صلي الله عليه وسلم : " لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْــجِدِ الْحَــرَامِ وَمَســْجِدِ الرَّسُــولِ صلي الله عليه وسلم وَمَسْــجِدِ الأَقْصَى " ( [6] ) وفيه ما يدل على فضل هذه المساجد الثلاثة على سائر المساجد . ( [7] )

    قوله سبحانه وتعالى: " إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى " سمي الأقصى لبعد ما بينه وبين المسجد الحرام وكان أبعد مسجد عن أهل مكة في الأرض يعظم بالزيارة ثم قال : " الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ " قيل بالثمار وبمجاري الأنهار وقيل بمن دفن حوله من الأنبياء والصالحين وبهذا جعله مقدّسا.

    إذن فحدث الإسراء ثابت بنص القرآن ، وهو أيضا ثابت في جميع مصنفات الحديث ، وروي عن الصحابة في كل أقطار الإسلام ، فهو من المتواتر بهذا الوجه ، ومما روى فى الصحيح واللفظ لمسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : " أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ( أي بسرعة الضوء ، وهي السرعة التي لم تصل إليها البشرية حتي الآن ، فلا الأطباق الطائرة ولا الصواريخ العابرة ولا الطائرات بأنواعها استطاعت أن تصل إلي هذه السرعة ، رغم التقدم العلمي المذهل ، فسبحان الله العظيم ) قَالَ فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ قَالَ فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ قَالَ ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجْتُ فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ عليه السلام بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ فَقَالَ جِبْرِيلُ عليه السلام اخْتَرْتَ الْفِطْرَةَ ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ ... " وذكر الحديث ( [8] )

    فهذه بعض أحاديث الإسراء مما في الصحيحين ، أما الأحاديث في غير الصحيحين فهى كثيرة أيضا .

    ولا خلاف بين أهل العلم وجماعة أهل السير أن الصلاة إنما فرضت على النبي صلي الله عليه وسلم بمكة في حين الإسراء حين عرج به إلى السماء ، ولكنهم اختلفوا في : هل كان الإسراء بروحه أو جسده ، وفى هيئة الصلاة ، وفى تاريخ الإسراء ، فهذه ثلاث مسائل تتعلق بالآية وهي مما ينبغي الوقوف عليها والبحث عنها وهي أهم من سرد تلك الأحاديث.

    فأما المسألة الأولى : وهي هل كان الإســـراء بالروح أم بالجسـد:

    فقد اختلف في ذلك الســلف والخلف :

    1 - فذهبت طائفة إلى أنه إسراء بالروح ، ولم يفارق شخصُه مضجعه ، وأنها كانت رؤيا رأى فيها الحقائق ، وهذا نظر خاطئ يرده قوله عز وجل: " سُـبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً... " إذ لا يقال في النوم أسري ، ولو كان مناما لقال بروح عبده ولم يقل بعبده .

    2 - وقالت طائفة كان الإسراء بالجسد يقظة إلى بيت المقدس ، والمعراج إلى السـماء بالروح ، واحتجوا بأن ألفاظ الآية : " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ... " يفهم منها أن المسجد الأقصى غاية الإسراء ، و زعموا أنه لو كان الإسراء بجسده إلى زائد على المسجد الأقصى لذكرته فإنه كان يكون أبلغ في المدح ، هكذا قالوا وهو خطأ أيضا.

    3 - أما الصحيح فهو ما ذهب إليه معظم السلف والمسلمين ــ جمعا بين الكتاب والسـنة ــ إلى أنه كان إسراءٌ بالجسد والروح وفي اليقظة ، وأنه ركب البراق بمكة ، ووصل إلى بيت المقدس ، وصلى فيه ، ثم عـرج بجسده وروحه إلى السموات.

    وعلى هذا تدل الأخبار التي أشرنا إليها والآية ، وليس في الإسراء بجسده وحال يقظته استحالة ، ولا يعدل عن الظاهر والحقيقة إلى التأويل إلا عند الاستحالة ، ولو كان مناما لقال بروح عبده ولم يقل بعبده ، وقوله سبحانه وتعالى : " مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى" ( [9] ) في سورة النجم يدل على ذلك ، ولو كان مناما لما كانت فيه آية ولا معجزة ، ولما قالت له أم هانئ لا تحدث الناس فيكذبوك ، ولا فضل أبو بكر بالتصديق ، ولما أمكن قريشا التشنيع والتكذيب ، وقد كذبته قريش فيما أخبر به حتى ارتد أقوام كانوا آمنوا ، فلو كان بالرؤيا لم يستنكر .

    قلت : إذا كان البشر في العصر الحالي ــ بإمكاناته البشرية المحدودة ــ يخرج عن نطاق الجاذبية الأرضية ، ويتجول في الفضاء ويعود إلي الأرض سالما ، فكيف نستبعد ذلك في حق الله عز وجل خاصة وأن فى نصوص الأخبار الثابتة دلالة واضحة على أن الإسراء كان بالجسد والروح ، وإذا ورد الخبر بشيء هو مجوَّز في العقل في قدرة الله عز وجل فلا طريق إلى الإنكار ، لا سيما في زمن خرق العوائد.

    المسألة الثانية : وهى فرض الصلاة وهيئتها حين فرضت :

    فلا خلاف بين أهل العلم وجماعة أهل السـير أن الصلاة إنما فرضت بمكة ، ليلة الإسراء حين عرج به إلى السماء ، وإنما اختلفوا في هيئتها حين فرضت ؛ فروي عن عَائِشَة رضي الله عنها أنها قَالَتْ : " فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الصَّلاةَ عَلَى رَسُولِهِ صلي الله عليه وسلم أَوَّلَ مَا فَرَضَهَا رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أُتِمَّتْ فِي الْحَضَرِ أَرْبَعًا وَأُقِرَّتْ صَلاةُ السَّفَرِ عَلَى الْفَرِيضَةِ الأولَى" ( [10] )

    وروي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ وأَبى هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما : " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَرَضَ لَكُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ صلي الله عليه وسلم الصَّلاةَ فِي الْحَضَرِ أَرْبَعًا وَفِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ "( [11] )

    ولكنهم لم يختلفوا في أن جبريل عليه السلام هبط صبيحة ليلة الإسراء عند الزوال فعلم النبي صلي الله عليه وسلم الوضوء والصلاة ومواقيتها ، وهكذا رجع رسول صلي الله عليه وسلم من رحلة الإسراء والمعراج وقد أقر الله عينَه ، وطابت نفسُه ، وجاءه ما يحب من أمر الله تعالى ، وقد أجمع المسلمون أن فرض الصلاة في الحضر أربع إلا المغرب والصبح ؛ وذلك عملا ونقلا مستفيضا ولا يضرهم الاختلاف فيما كان أصل فرضها.

    المسألة الثالثة : في تاريخ الإسراء :

    فقد اختلف العلماء في ذلك أيضا اختلافا كبيرا ( [12] ) ويقول العلامة أبو شامة فى كتابه النافع " الباعث على إنكار البدع والحوادث " : أن الإسراء لم يكن فى شهر رجب ... وأن هذا القول عند أهل التعديل والتجريح هو عين الكذب .

    وقال الحافظ بن حجر العسقلانى فى " فتح البارى " : إن الخلاف فى تحديد وقت الإسراء يزيد على عشرة أقوال منها أنه وقع فى رمضان أو فى شوال أو فى رجب أو فى ربيع الأول أو فى ربيع الآخر...الخ . ( [13] )

    ونقل عن ابن تيمية : إن ليلة الإسراء لم يقم دليل معلوم على تحديد شهرها أو ليلتها ولا على عينها ، ولا شرع للمسلمين تخصيص الليلة التي يظن أنها ليله الإسراء بقيام ولا غيره " ( بتصرف ) ( [14] )




    *** *** ***



    وخلاصة أقوال المحققين من العلماء أن ليلة الإسـراء والمعراج ، ليلة عظيمة الشأن مجهولة العين ، ولتبسيط هذه المسألة وتيسيرها نقول :

    بعض العبادات تتعلق بوقت معلوم ، لا تتعداه ولا تتخطاه ، كالصلاة المكتوبة " إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً "( [15] )

    بينما بعض العبادات أخفى الله وقتها عنا ، وأمرنا بالتماسها ، مثال ذلك ليلة القدر أخفاها فى ليالى الوتر فى العشر الأواخر من رمضان ، وكذلك ساعة الإجابة فى يوم الجمعة ؛ لكى يتنافس المتنافسون ، ويجتهد المجتهدون .

    وهناك أوقات جليلة القدر عند الله ، وليس لها عبادة مشروعة : لا صلاة ولا صيام ولا غيرهما ؛ ولذلك أخفى الله علمها عن عباده وذلك كليلة الإسراء.

    والميزان فى إثبات أفضلية شهر أو يوم أو ليلة أو ساعة هو شرع الله تعالى ، فما ثبت فى الكتاب والسنة الصحيحة أن له فضلا نثبت له ذلك الفضل ، ومالم يرد فيهما ، أو ورد فى أحاديث ضعيفة أو موضوعة ، فلا نعترف به ولا نميزه على غيره .

    فإذا طبقنا ذلك علي شهر رجب ، نجد أن رجب من الأشهر المحرمة الذى ثبتت حرمته بالكتاب والسنة ، ولكن طاب لبعض المبتدعة ـ كما سبق أن قلنا في خطبة سابقة ـ أن يزيدوا على ما جعل الله له من مزية ، باختراع عبادات واحتفالات ما أنزل الله بها من سلطان ، ومن هذه الضلالات اعتقاد أن ليلة السابع والعشرين من رجب هى ليلة الإسراء والمعراج ، وعملوا احتفالات عظيمة بهذه المناسبة ، وهذا باطل من وجهين :

    1 ـ عدم ثبوت وقوع الإسراء والمعراج فى تلك الليلة المزعومة ، بل إن الخلاف بين المؤرخين كبير فى السنة والشهر الذى وقع فيه ، فكيف بذات الليلة ؟؟

    2 ـ أنه لو ثبت أن وقوع الإسراء والمعراج كان فى تلك الليلة بعينها ، لما جاز إحداث أعمال لم يشرعها الله ولا رسوله . ولا شك أن الاحتفال بها عبادة ، والعبادة لا تثبت إلا بنص ، ولما كان ليس ثمـة نص ؛ إذن فالاحتفال بها من المحدثات فى الدين ، وكلُ محدثة بدعة ، وكلُّ بدعة ضلالة ، وكلُّ ضلالة فى النار كما نعلم .

    وحرى بالمسلم أن يتبع لا أن يبتدع ؛ إذ أن محبة الله سبحانه وتعالى ومحبة رسوله صلي الله عليه وسلم لا تنال إلا بالإتباع لا بالابتداع ، قالعز وجل : " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ " ( [16] )

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين .
     
  2. جاري تحميل الصفحة...