تسجيل الدخول
منتديات حب البنات
الرئيسية
المنتديات
>
الاقسام العامة والاسلامية
>
حل الاسئلة
>
اجابة السؤال هل المسلم يفرط فى حقوق الاخرين فى التربيه الدينيه ؟ , أسألة في التربية اتلدينية
>
الرد على الموضوع
الاسم:
التحقق:
ما هي عاصمة فلسطين المحتلة ؟
الرسالة:
<p>[QUOTE="طائر الخير, post: 37027, member: 884"]<p style="text-align: center"><font size="5"><span style="color: red">السؤال</span></font></p> <p style="text-align: center"><font size="5"><br /></font></p> <p style="text-align: center"><font size="5"></font><b><font size="5"><u>هل المسلم يفرط فى حقوق الاخرين فى التربيه الدينيه</u></font></b></p> <p style="text-align: center"><br /></p> <p style="text-align: center"><font size="5"><br /></font></p> <p style="text-align: center"><font size="5"><br /></font></p> <p style="text-align: center"><font size="5"><span style="color: red">الجواب</span> </font></p> <p style="text-align: center"><font size="5"><br /></font></p> <p style="text-align: center"><font size="5"><br /></font></p> <p style="text-align: center"><font size="5"><br /></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">احترام الإنسان والدولة المدنية:</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">في عالم تتكاثر فيه التمايزات بين البشر والجماعات وتتعقد فيه العلاقات بين الشعوب وتضطرب فيه حركة الأمم في فهمها للبقاء أو الحرية، يجد الإنسان نفسه مدفوعا الى الحلم باللاعنصرية..</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">اللاعنصرية هو أن تعامل الإنسان كانسان، معتبرا هذه الهوية الإنسانية أساس للتفاعل والتعامل معه..</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">الحلم يبدأ من الإنسان من ذاته، ترى كم يستطيع أن يوفر من هذه اللاعنصرية في نفسه.. في تعاملاته مع الآخرين..</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">لكن الحلم يتجاوز الذات الى الآخر..</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">يحلم الإنسان بحياة تحترمه لذاته لا لمكتسباته وآرائه، المكتسبات زائلة والآراء متغيرة، وفي هذه الحياة لطالما تتغير الأمور بشكل سريع، والإنسان في جوهره يبحث عما يحترم هويته الإنسانية لا هوياته الفرعية لان هذه الهويات حتى ولو افترضنا إنها ستبقى ثابتة إلا إن المحيط الذي حولها ليس ثابتا.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">إن أحلام الشعوب هي أحلام إنسانية تنتمي الى الجوهر الإنساني وتعبر عن حاجات الفرد الأساسية في ذلك المحيط..</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">احترمني كانسان... هذا ما يريده الإنسان في الدولة المدنية..</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">وبالمقابل لا يمكن أن نؤمن بوجود دولة مدنية لا تحترم الإنسان، لا تحترم حقوقه، لا تحترم واجباته، لا تحترمه من حيث قيمته كانسان، لا تحترم كيانه الشخصي والاجتماعي، بغير هذا الاحترام نفقد حجر الأساس الذي تقوم عليه الدولة باعتبار إن الإنسان هو وسيلتها وغايتها، وسبب وجودها وكل هدف خارج عنه يعد طارئا أو غريبا عن مفهومها وفلسفتها.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">من هنا نفهم الاهتمام الكبير الذي حظي به مفهوم احترام الإنسان في فكر الإمام الشيرازي.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">يقول المرجع الديني الراحل الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي في كتابه احترام الإنسان في الإسلام: فإن من أهم الأمور التي أكد عليها الإسلام تأكيداً بالغاً، هو احترام الإنسان بما هو إنسان، مع قطع النظر عن لونه ولغته وقوميته ودينه ورأيه، فالإسلام يؤكد على احترام كل الناس حتى إذا كانوا كفاراً غير مسلمين؛ لأن الإنسان بما هو إنسان محترم؛ والقرآن الكريم يقول: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً)[1].[2]</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">وهذا التكريم الإلهي للإنسان من الضروري أن يكون مصانا بغض النظر عن الفوارق الطبيعية والمكتسبة، لذا فان الإمام الشيرازي يصل الى خلاصة أولى في تفسير هذه الآية تقول بان:</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">(إن الأصل في الإنسان الاحترام والتقدير، بغض النظر عن مكانته ومقامه، وبغض النظر عن دينه ومذهبه، وبغض النظر عن عرقه ولونه ولغته..</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">وهذا هو الأصل الأولي الذي أقره القرآن الكريم في آية التكريم: (لَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ)[3]، تكريماً ذاتياً بالعقل، وحسن الخلقة، وتهيئة أسباب الراحة لـه، وتسخير كل شيء لأجل منافعه، إلى غير ذلك من أنواع التكريم، وقد جاء التكريم بصيغة الجمع) بَنِي آدَمَ (بلا ملاحظة الجوانب الأخرى.[4]</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">يرى الإمام الشيرازي إن المنهج الإسلامي يتميز عن النظريات والمذاهب الأخرى، حيث يرى في الإنسان كائناً مستحقاً للتكريم الإلهي منذ الخلق الأول، وكائناً له قيمة في الحياة بما يقوم به من دور إنساني واجتماعي بنّاء يساهم في البناء الحضاري، ويحقق السمو للنوع البشري، وإذا تخلف هذا الإنسان عن أداء دوره المنوط به فإنّه يفرط بذلك التكريم وينحدر الى مرتبة دنيا كما دل قوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ*ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ *إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ)[5].</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">لكن مايفرط به الإنسان لا يفرط به الله تعالى ولا قانونه الإلهي ولا المنهج الإسلامي في الحياة بل تبقى للإنسان كرامته الإلهية التي تفرض معاملته كانسان بغض النظر عن انتماءاته الأخرى.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">فالعدالة والاحترام والحقوق متوفرة للجميع في ظل المنهج الإلهي بل وحتى موقف الإنسان من الآخر يجب ان يوطن الإنسان المسلم نفسه عليه في إطار المحبة حب لأخيك ما تحبه لنفسك، وفي ذلك يؤكد أمير المؤمنين (ع) في عهده لمالك الاشتر وهو عهد رسم فيه أمير المؤمنين ملامح الحكم الإسلامي وطبيعة الحكومة الإسلامية وعلاقتها بالشعب وفي ذلك يقول: (وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم. ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق يفرط منهم الزلل[6]، وتعرض لهم العلل، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ [7] فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه، فإنك فوقهم، ووالي الأمر عليك فوقك، والله فوق من ولاك. وقد استكفاك أمرهم [8] وابتلاك بهم)[9].</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">فالقانون الإسلامي ليس أعمى ولا هو خارج مدار القيم الإنسانية كما هي القوانين الوضعية، والحاكم الإسلامي ذو مهمة رعوية وتنموية وتربوية للمجتمع تنطلق من:</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">- الرحمة للرعية.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">- المحبة لهم.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">- اللطف بهم.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">فعلاقة الدولة (أو إجرائها القانوني) هي ليست علاقة تصيد الأخطاء باسم القانون ولا اغتنام الانحرافات لإصدار الأحكام بل يجب مراعاة احترام الإنسان، والمجتمع بفكر الإمام علي (ع) ليس مجتمع المسلمين في مكان معين بل المجتمع الإنساني بقومياته وأديانه وأعراقه وتمايزاته الأخرى، وتصنيف الإمام علي للمجتمع يعتمد على معيارين:</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">الأول: المعيار الديني (إما أخ لك في الدين).</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">الثاني: المعيار الإنساني (وإما نظير لك في الخلق).</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">وحتى مع سقوط الإنسان في دائرة الخطأ او تجاوزه القانون فان ذلك لا يستدعي أن يسقط احترامه الإنساني وكرامته الإلهية فتوفر له العدالة وكل ما يحافظ على كرامته كانسان.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">هذا الفكر استفاقت عليه البشرية بعد أربعة عشر قرنا من مجيء الإسلام.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">لتبعث لوائح حقوق الانسان في وقت ما تزل الشعوب الإسلامي تعاني من غياب تلك الحقوق.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">إنّ القيمة الجوهرية للإنسان هي هبة من الله، لكن ليس لها علاقة بفاعلية الإنسان في الأرض، لأنّها تمثل تكريماً إلهياً يعطى للإنسان الاستعداد الضروري لأداء الدور، ويبقى العمل بفاعلية لأداء هذا الدور منوطاً بالإنسان نفسه، فقد خلق الإنسان مزوداً بالعقل، ومسلحاً بالإرادة، وفوق ذلك كله سخر له الكون، ومهدت له الأرض، ووضعت أمامه السنن، كي يؤدي وظيفته، قال تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)[10]، وقال تعالى أيضاً: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا)[11]، وقال تعالى أيضاً: (وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلا مَا تَشْكُرُونَ) (الأعراف/ 10).</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">أما القيمة المكتسبة فهي التي تزود الإنسان بالفاعلية والعزم لأداء دوره ووظيفته، لأنّها قيمة تتعلق بالرسالة الانسانية وقيمها الحضارية التي يقوم بها في الحياة، ومن هنا قوّم الإسلام الإنسان على أساسها، وربط مصيره الدنيوي والأخروي بها، قال تعالى: (وَالْعَصْرِ *إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ *إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)[12].</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">ويؤكد الامام الشيرازي على: (إن سياسة الإسلام الإنسانية والحكيمة في احترام الناس وتقديرهم والرحمة بهم من أهم الأساليب التي ساعدت ـ وبشكل كبير ـ على انتشاره بين الناس وجلب قلوب الأعداء نحوه، حتى اليهود والنصارى والمنافقين، فجعلتهم يسلمون.. فما أحوجنا اليوم إلى هذه المبادئ الحقة التي جاء بها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) لـهداية الناس وإعادة الأمن والسلام في كل العالم، بعد أن أصبح الإنسان أرخص شيء في هذه الدنيا، وما أحوجنا إلى إتباع سيرة الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم) والإمام أمير المؤمنين(ع) في التعامل مع الأعداء والأصدقاء، كي نتمكن من أن نرفع راية الإسلام عالية في كل مكان… كما قال تعالى: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلـه وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ[13])[14].</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">احترام الإنسان وحقوق الإنسان:</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">نعيش اليوم عصر حقوق الإنسان، فهناك حراك دولي لترسيخ هذه الحقوق في دساتير الشعوب والدول، وهناك هامش إعلامي يثقف من اجلها، وهناك طائفة من المنظمات الدولية تراقب مديات انتهاك حقوق الإنسان.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">هذه الحقوق بالرغم من أهميتها إلا إنها تبقى حدود قاصرة إذا لم تحاكي حقوق الإنسان التي أشار إليها الإمام الشيرازي في العديد من المواضع بالحقوق الفطرية، وهي الحقوق المنبثقة من الهوية الإنسانية وطبيعته البشرية، وهو يقول: إن في رسالة الحقوق للإمام السجاد أكثر من هذه الحقوق.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">بل إن كثير من حقوق الإنسان افرد لها الإمام الشيرازي كتابا ومؤلفات[15] لا تدعو لها فقط بل وتعلمنا الوسائل السليمة لتحقيقها وتفعيلها في حياتنا وفي حياة الآخرين.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">إن حقوق الإنسان من الضروري أن تكون منسجمة ومتوافقة مع الفطرة الإلهية حتى لا نجبر الإنسان على حقوق يرفضها جوهره الإنساني، فالحقوق محكومة بغائية تحقيق الإنسان لهويته الإنسانية وإلا فإنها قد تشكل انحدارا لمستواه الإنساني والمدني والحضاري.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">إن احترام الإنسان لا يقتصر على حقوق الإنسان فقط كما يروج لها الغرب، من الضروري أن يشمل احترام قيمة الإنسان كانسان، وليس كسلعة كما في النظم الاقتصادية الوضعية أو جسد كما في الاعتبارات المادية، وله اعتبار أخلاقي يتعارض مع بعض القوانين الوضعية أو الفلسفات البرغماتية ولعل سبب ذلك عدم التفات حضارة الغرب المعاصرة الى البعد الروحي للإنسان، واعتراف الوعي العالمي باكتشاف كنوز الإسلام القانونية والأخلاقية والروحية والحضارية نتيجة تراكمات التشوهات في الوعي والتعارف بسبب أعداء الإسلام من الداخل والخارج.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">ويرى الإمام الشيرازي إن سقوط الايدولوجيا الغربية ومعسكراتها الاقتصادية نابع من هزيمتها أمام عدم فهم الإنسان كهوية إنسانية كرمها الله خارج الأطر المادية في التقييم، والى هذا يشير الإمام الشيرازي في كتابه القانون تحت عنوان (الرأسمالية تنهزم) بقوله:</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">(لقد كانت المؤشرات تشير إلى سقوط قانون الشيوعية، كما أنها تشير اليوم إلى سقوط قانون الرأسمالية حيث استظهرتُ منها ذلك، وكتبت كتاباً[16] بانسحاب قانون الشيوعية عن العالم في سنة ألف وأربعمائة هجرية، وقد طبع ذلك الكراس مراراً، ثم لم يمض إلا عقد واحد من الزمان حتى ظهر ما استظهرته.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">واليوم استظهر حسب المقدمات الملموسة أيضاً أن قانون الرأسمالية أيضاً سينسحب قبل عقد من الزمان؛ لأنه قانون يخالف فطرة البشر[17].</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">ومن المعلوم أن الفطرة إذا غطيت مدة فإنه لا يمكن تغطيتها طول الدهر، وحينئذ لا يبقى في الساحة إلا قانون الإسلام بإذن الله تعالى. فعلى المسلمين الواعين عرض هذا القانون على العالم لإنقاذ البشرية من هذه المشاكل التي أخذت بخناقهم.)[18]</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">فأن معايير النمو والتقدم الحضاري في أي مجتمع إنساني معاصر تعكس مدى تكرس احترام كرامة الإنسان. فعندما تتكرس سلوكيات وتصرفات احترام آدمية الإنسان في أي بيئة اجتماعية فسيدل ذلك على رقيها الأخلاقي والحضاري.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">والعكس صحيح أيضاً، فعندما تروج في المجتمع سلوكيات وتصرفات احتقار كرامة الإنسان الآخر وإزدرائه فيدل ذلك على رجعية المجتمع وتخلفه الاجتماعي والثقافي. بل لقد أصبح معيار إحترام آدمية وكرامة بني البشر مهما كان لونهم أو عرقهم أو دياناتهم أو فكرهم مقياساً حضارياً عالمياً يفرق بين المجتمع المتخلف والمجتمع المتحضر. فشتان بين مجتمع تروج فيه تصرفات شخصانية وأنانية للغاية تستند في أساسها إلى عدم الإكتراث بكرامة وآدمية الإنسان وبين مجتمع احدى علاماته البارزة التعامل الراقي والإنساني مع الإنسان! ومن هذا المنطلق، فأحد أهم معايير التقدم الحضاري والديمقراطي في أي مجتمع معاصر تدور غالبية الوقت حول الوضع الحقيقي والفعلي لكرامة بني البشر في ذلك المجتمع.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">فاستمرار ضعف الاهتمام بكرامة الفرد دليل واضح على تخلف المجتمع أو رجعيته وتخلفه. ولذلك لا يمكن في أي حال من الأحوال وصف أي مجتمع إنساني بأنه ديمقراطي أو مدني أو متقدم ما دام تحصل فيه أحداث وظروف ووقائع تدل على إزدراء وإحتقار أو الإستهانة بكرامة الإنسان الفرد.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">لقد دعت الأديان الى تكريم الإنسان لانه خليفة الله في الأرض، وانه اختير من قبل الله تعالى،، ليحكم بين الناس بالعدل،، ويقيم الحق والإنصاف، وانه عليه ان يأتمر بشرع الله الداعي الى ان يعيش الناس أحرارا متساويين بالحقوق والواجبات لا فرق بين غنيهم وفقيرهم وأسودهم وأبيضهم ورجالهم ونسائهم الا بالتقوى، وسنت الشرائع والقوانين الإنسانية من اجل ان يتمتع كل شخص بالحقوق كاملة دون نقصان، ولكن ظروف قاهرة متعددة حالت دون ان يعمل بشرع الله ودون ان تنفذ القوانين الداعية الى إنصاف البشر ومنحهم الحقوق التي تتناسب مع مؤهلاتهم وكفاءاتهم،، والقدرات التي يبذلونها،، والنضال الطويل والشاق الذي يقومون به</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">من حق كل إنسان ان يحظى بالاحترام المناسب لشخصيته وكفاءته وان يجد تلبية لحاجاته المتعددة والتي لا تكون سعادته متحققة بدونها، من حق كل إنسان ان يتمتع بالحرية التي تجعله سعيدا، حرية العمل واختياره، والتمتع بالهوايات، والصداقات والحب وان يستطيع التعبير عن رأيه بكل حرية ما لم يكن ذلك الرأي يتعارض مع حريات الآخرين، القوة مسيطرة على العالم، شعوب بأكملها تباد لان المستعمر والإمبريالية تريد ذلك، ملايين الأشخاص محرومون من نتيجة أعمالهم وتعبهم لان القوى المسيطرة على الصناعة والتجارة تأبى الا تسلب من الناس العاملين ثمن تعبهم، كيف يحظى الإنسان بالاحترام اللازم ان كان عاجزا عن تلبية حاجاته الأساسية، المادية والمعنوية، وكيف يثق بنفسه ويؤمن بقدراته ان كان أولو الأمر يحرصون ان يئدوا قدراته وهي بالمهد، ويحيطوه بمشاعر الإحباط والكآبة من كل جانب، ويحيلوا حياته الى جحيم لا يطاق من الأحلام المحبطة والآمال التي لم يتمكن من تحقيقها والإنسان طاقة ان لم يجد السبل الكفيلة بتحقيق أحلامه عاش مقهورا مثبطا بعيدا عن السعادة والسرور.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">إن الإمام السيد محمد الشيرازي يرى إن من أهم السيول التي تجرف حقوق الإنسان في عالمنا المعاصر هي:</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">1- الاستعمار بكل أشكاله: الاستعمار العسكري، الثقافي، الاقتصادي، السياسي، فالاستعمار بالمصطلح السياسي الحديث يصادر إرادة الجماعات والأفراد سواء كان عن طريق القوة الخشنة أو الناعمة.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">2- الرأسمالية: وهو نظام يسمح بتكدس الأموال عند عدد قليل من الأفراد مقابل جموع الأمة، وبالتالي يتحكم في إرادتها ووجودها، ويسخرها لإرادة أقلية صغيرة، ويرى الإمام إن هذا النظام لم يوفر حياة كريمة للإنسان في معقله وهو أمريكا " وقد نشروا هم بأنفسهم إحصائيات تقول: بأن في أميركا ــ زعيمة الرأسمالية ــ أكثر من ثلاثين مليون فقير. هذا مع قطع النظر عن أنه سبب تخبط العالم في الديون المتضاعفة حتى أميركا نفسها، وقد قدروا هم بأنفسهم أن في عقد واحد من الزمان ــ وهو من الثمانين إلى التسعين ــ صارت ديون أميركا ثلاثة أضعاف ديونها في مدة مأتي سنة من عهد واشنطن".[19]</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">3- مظاهر العنف: وتشمل الحروب والإرهاب واستعباد الشعوب ومصادرة الحريات والتمييز العنصري على أساس اللون والعرق والقومية وغيرها مما يثلم حقوق الإنسان ويصادرها [20].</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">4- الانحرافات الاجتماعية: ومنها اهانة المرأة، تراجع الخطاب التربوي وضعف الدور الذي تمارسه المؤسسات التربوية، انحدار الالتزام الأخلاقي والديني [21].</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">احترام الإنسان في المنهج الإسلامي:</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">إن احترام الإنسان لأخيه الإنسان يعني احترامه لذاته، والإمام علي يؤكد حقيقة مهمة بقوله: ((الناس صنفان إما أخٌ لك في الدين، أو نظيرٌ لك في الخلق)).</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">والقرآن الكريم والنصوص الدينية تُقرر أن للإنسان كرامة واحتراماً بما هو إنسان بغض النظر عن أي اعتبارٍ آخر، يقول تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾، ﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً﴾، ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾. وقال رسول الله: ((أذل الناس من أهان الناس)).</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">ويؤكد الإمام الشيرازي في كتابه احترام الإنسان على ان هناك خزائن من النصوص المقدسة التي يجب تفعيلها في تنمية الإنسان وتربية المجتمع في مجال احترام الإنسان والمحافظة على حقوقه المشروعة فيقول: لقد حفظ لنا التأريخ أحداث ووقائع ومواقف مشرفة تحكي الأسلوب الإسلامي الحقيقي في مراعاة حقوق الإنسان كائنا من كان، مسلماً كان أو منافقاً، مشركاً كان ذلك الإنسان أو كافراً، وقد تجسد ذلك بأعظم صورة من خلال الحياة الشريفة وأسلوب المعاشرة التي كان يتبعها الرسول الأعظم (صل الله عليه واله وسلم) وأمير المؤمنين(ع) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) مع كل الناس.[22]</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">فالإسلام ألزم كل شخص أن يحترم الآخرين، سواء في المجتمع الصغير أو الكبير، بدءا من العائلة والحياة الزوجية، حيث الزوج والزوجة، والوالدين والأولاد، وانتهاء بسائر الناس.[23]</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">ويؤكد الإمام الشيرازي على: أن أحد الأسباب التي أوجدت الاختلافات والتفرقات في مجتمعنا الإسلامي هو افتقاد الاحترام المتبادل فيما بين الناس؛ وهذا مما نهى عنه الإسلام أشد النهي، فإنه إذا لم يحترم زيد عمرواً في مكان ما فإن عمرواً سوف لا يحترم زيداً بعد ذلك، وهذا ممّا يدعو إلى افتقاد المحبة والألفة بين الناس.[24]</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">ويرى الإمام الشيرازي إن احترام الإنسان متدرج يبدأ من احترام الإنسان لذاته وفي دائرة أوسع احترام الإنسان في داخل الأسرة باعتبارها الدائرة الأقرب للإنسان فإن حسن التعامل والاحترام في هذه الدائرة مهم جداً بالنسبة للإنسان وللأسرة التي ينتمي إليها.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">ويبين الإمام الشيرازي شمولية المنهج الإسلامي في احترام الإنسان بصورة عامة، ويشير الى اهتمام المنهج الإسلامي باحترام الإنسان في حالتين عادة تنتجان عداء فطري بين المجتمع وذلك الإنسان، وهما حينما يتحول الإنسان الى مجرم في داخل مجتمعه، والحالة الثانية تختص بالعدو الذي يسعى لإيقاع الأذى بالمجتمع، وإذ استطاعت البشرية اليوم من ان تسجل هذه الحقوق في مواثيق فان الإمام الشيرازي يؤكد على إن الإسلام الأصيل سن المنهج التربوي لتنشئة الفرد وبناء المجتمع على هذا النهج الرسالي الإلهي.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">ويؤكد الإمام الشيرازي على إن: (الإسلام العزيز بتعاليمه وأوامره أسمى درجات الاحترام للإنسان، فقد أوصى الإسلام باحترام الجميع حتى لو كان فاسقاً أقيم عليه حد من حدود الله، وفي ذلك الشأن قصص عديدة ومشهورة، منها قصة (ماعز) واعترافه بالزنا.. وفي هذه القصة نقطتان لابد لنا من التأمل فيهما:</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">1 ـ النبي الأكرم (صل الله عليه واله وسلم) صنع مجتمعاً يفيض بالفضائل والمكرمات والأخلاق الحسنة، إلى درجة أن المذنب يأتي ويعترف بنفسه بما فعلـه من الجرم، مع أنه يعلم بأنه ليس وراء اعترافه إلاّ الموت، بل الموت رجماً.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">2 ـ إن علم الحاكم والقاضي لا يكفي في باب الزنا وليس بحجة، فالنبي (صل الله عليه واله وسلم) وإن كان يعلم بفعل هذا الشاب (ماعز)، لكنه (صل الله عليه واله وسلم) في المرحلة الأولى لم يتخذ أي قرار برجمه، بل اتخذ ذلك بعد الاعتراف الرابع وبعد تحقق الشروط المقررة شرعا)[25].</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">فالإمام يبين لنا إن فلسفة القانون في المجتمع الإسلامي لا تقوم على الانتقام أو العقاب بل غايتها الأولى هو تطهير الإنسان لإرجاعه الى انتمائه الاجتماعي، وبالمقابل فان المجرم/المحدود (من تجاوز حدود الشرع الإلهي) يبحث عن التطهير لاحترام الذات، وحتى عندما يقتضي القانون إجراء الحد الجزائي فان المحدود تحفظ كرامته كانسان وتجرى كافة حقوقه.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">أما مع العدو الذي أذن الله عز وجل بقتاله فيبين لنا الامام الشيرازي النهج الإسلامي في التعامل معه، فيقول: (إن الإنسان لـه مقام محترم وقيمة عالية، حتى لو كان كافراً قد خرج لحرب رسول الله(صل الله عليه واله وسلم)، فلا يجوز تعذيب الخصم مهما كانت الغاية والغرض من تعذيبه، وإنما جعل الإسلام طرقاً أخرى نزيهة لكسب المعلومات تنسجم مع الرحمة الإنسانية التي جاء بها الإسلام في التعامل مع الخصوم، وهي لا تخفى على من راجع سيرة الرسول الأعظم(صل الله عليه واله وسلم) والإمام أمير المؤمنين(ع) في ذلك وخاصة في باب القضاء)[26].</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">وبعد أن يقدم لنا الإمام الشيرازي أنموذج المنهج الإسلامي في احترام الإنسان من خلال الرسول (صل الله عليه واله وسلم) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) يقدم لنا الأنموذج الإسلامي من خلال الإنسان القرآني فيروي[27] أن مالك الأشتر (رضوان الله عليه)[28] كان يجتاز يوماً في سوق الكوفة، فشتمه رجل وأظهر عليه السفاهة والإهانة.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">فلم يقل في جوابه شيئا ولم يتعرض عليه وجاوزه.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">فقال رجل للشاتم: أما عرفته؟ هذا مالك، أمير عسكر أمير المؤمنين(ع) وذكر لـه نبذاً من أوصافه.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">فلما عرف الرجل أنه مالك دخله الرعب الشديد وظن أنه ينتقم منه، فذهب إلى أثره ليعتذر منه ليسلم من عقوبته.. فوجده في المسجد يصلي، فجلس في زاوية حتى يفرغ من صلاته.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">فلما فرغ من صلاته نظر فرآه أنه يطلب من الله المغفرة للرجل المستهزئ. فجاءه وأعتذر منه.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"> <font size="5"><b><font face="arial">فقال مالك: لا بأس عليك، فوالله ما دخلت المسجد إلا لأستغفر لك!.</font></b></font></p> <p style="text-align: center"><font size="5"><br /></font></p><p><font size="5"><br /></font></p><p><font size="5"></font>[/QUOTE]</p><p><br /></p>
[QUOTE="طائر الخير, post: 37027, member: 884"][center][size=5][color=red]السؤال[/color] [/size][b][size=5][u]هل المسلم يفرط فى حقوق الاخرين فى التربيه الدينيه[/u][/size][/b] [size=5] [/size] [size=5][color=red]الجواب[/color] [/size] [size=5] [/size] [size=5][b][font=arial]احترام الإنسان والدولة المدنية:[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]في عالم تتكاثر فيه التمايزات بين البشر والجماعات وتتعقد فيه العلاقات بين الشعوب وتضطرب فيه حركة الأمم في فهمها للبقاء أو الحرية، يجد الإنسان نفسه مدفوعا الى الحلم باللاعنصرية..[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]اللاعنصرية هو أن تعامل الإنسان كانسان، معتبرا هذه الهوية الإنسانية أساس للتفاعل والتعامل معه..[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]الحلم يبدأ من الإنسان من ذاته، ترى كم يستطيع أن يوفر من هذه اللاعنصرية في نفسه.. في تعاملاته مع الآخرين..[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]لكن الحلم يتجاوز الذات الى الآخر..[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]يحلم الإنسان بحياة تحترمه لذاته لا لمكتسباته وآرائه، المكتسبات زائلة والآراء متغيرة، وفي هذه الحياة لطالما تتغير الأمور بشكل سريع، والإنسان في جوهره يبحث عما يحترم هويته الإنسانية لا هوياته الفرعية لان هذه الهويات حتى ولو افترضنا إنها ستبقى ثابتة إلا إن المحيط الذي حولها ليس ثابتا.[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]إن أحلام الشعوب هي أحلام إنسانية تنتمي الى الجوهر الإنساني وتعبر عن حاجات الفرد الأساسية في ذلك المحيط..[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]احترمني كانسان... هذا ما يريده الإنسان في الدولة المدنية..[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]وبالمقابل لا يمكن أن نؤمن بوجود دولة مدنية لا تحترم الإنسان، لا تحترم حقوقه، لا تحترم واجباته، لا تحترمه من حيث قيمته كانسان، لا تحترم كيانه الشخصي والاجتماعي، بغير هذا الاحترام نفقد حجر الأساس الذي تقوم عليه الدولة باعتبار إن الإنسان هو وسيلتها وغايتها، وسبب وجودها وكل هدف خارج عنه يعد طارئا أو غريبا عن مفهومها وفلسفتها.[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]من هنا نفهم الاهتمام الكبير الذي حظي به مفهوم احترام الإنسان في فكر الإمام الشيرازي.[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]يقول المرجع الديني الراحل الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي في كتابه احترام الإنسان في الإسلام: فإن من أهم الأمور التي أكد عليها الإسلام تأكيداً بالغاً، هو احترام الإنسان بما هو إنسان، مع قطع النظر عن لونه ولغته وقوميته ودينه ورأيه، فالإسلام يؤكد على احترام كل الناس حتى إذا كانوا كفاراً غير مسلمين؛ لأن الإنسان بما هو إنسان محترم؛ والقرآن الكريم يقول: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً)[1].[2][/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]وهذا التكريم الإلهي للإنسان من الضروري أن يكون مصانا بغض النظر عن الفوارق الطبيعية والمكتسبة، لذا فان الإمام الشيرازي يصل الى خلاصة أولى في تفسير هذه الآية تقول بان:[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial](إن الأصل في الإنسان الاحترام والتقدير، بغض النظر عن مكانته ومقامه، وبغض النظر عن دينه ومذهبه، وبغض النظر عن عرقه ولونه ولغته..[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]وهذا هو الأصل الأولي الذي أقره القرآن الكريم في آية التكريم: (لَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ)[3]، تكريماً ذاتياً بالعقل، وحسن الخلقة، وتهيئة أسباب الراحة لـه، وتسخير كل شيء لأجل منافعه، إلى غير ذلك من أنواع التكريم، وقد جاء التكريم بصيغة الجمع) بَنِي آدَمَ (بلا ملاحظة الجوانب الأخرى.[4][/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]يرى الإمام الشيرازي إن المنهج الإسلامي يتميز عن النظريات والمذاهب الأخرى، حيث يرى في الإنسان كائناً مستحقاً للتكريم الإلهي منذ الخلق الأول، وكائناً له قيمة في الحياة بما يقوم به من دور إنساني واجتماعي بنّاء يساهم في البناء الحضاري، ويحقق السمو للنوع البشري، وإذا تخلف هذا الإنسان عن أداء دوره المنوط به فإنّه يفرط بذلك التكريم وينحدر الى مرتبة دنيا كما دل قوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ*ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ *إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ)[5].[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]لكن مايفرط به الإنسان لا يفرط به الله تعالى ولا قانونه الإلهي ولا المنهج الإسلامي في الحياة بل تبقى للإنسان كرامته الإلهية التي تفرض معاملته كانسان بغض النظر عن انتماءاته الأخرى.[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]فالعدالة والاحترام والحقوق متوفرة للجميع في ظل المنهج الإلهي بل وحتى موقف الإنسان من الآخر يجب ان يوطن الإنسان المسلم نفسه عليه في إطار المحبة حب لأخيك ما تحبه لنفسك، وفي ذلك يؤكد أمير المؤمنين (ع) في عهده لمالك الاشتر وهو عهد رسم فيه أمير المؤمنين ملامح الحكم الإسلامي وطبيعة الحكومة الإسلامية وعلاقتها بالشعب وفي ذلك يقول: (وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم. ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق يفرط منهم الزلل[6]، وتعرض لهم العلل، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ [7] فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه، فإنك فوقهم، ووالي الأمر عليك فوقك، والله فوق من ولاك. وقد استكفاك أمرهم [8] وابتلاك بهم)[9].[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]فالقانون الإسلامي ليس أعمى ولا هو خارج مدار القيم الإنسانية كما هي القوانين الوضعية، والحاكم الإسلامي ذو مهمة رعوية وتنموية وتربوية للمجتمع تنطلق من:[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]- الرحمة للرعية.[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]- المحبة لهم.[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]- اللطف بهم.[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]فعلاقة الدولة (أو إجرائها القانوني) هي ليست علاقة تصيد الأخطاء باسم القانون ولا اغتنام الانحرافات لإصدار الأحكام بل يجب مراعاة احترام الإنسان، والمجتمع بفكر الإمام علي (ع) ليس مجتمع المسلمين في مكان معين بل المجتمع الإنساني بقومياته وأديانه وأعراقه وتمايزاته الأخرى، وتصنيف الإمام علي للمجتمع يعتمد على معيارين:[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]الأول: المعيار الديني (إما أخ لك في الدين).[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]الثاني: المعيار الإنساني (وإما نظير لك في الخلق).[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]وحتى مع سقوط الإنسان في دائرة الخطأ او تجاوزه القانون فان ذلك لا يستدعي أن يسقط احترامه الإنساني وكرامته الإلهية فتوفر له العدالة وكل ما يحافظ على كرامته كانسان.[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]هذا الفكر استفاقت عليه البشرية بعد أربعة عشر قرنا من مجيء الإسلام.[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]لتبعث لوائح حقوق الانسان في وقت ما تزل الشعوب الإسلامي تعاني من غياب تلك الحقوق.[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]إنّ القيمة الجوهرية للإنسان هي هبة من الله، لكن ليس لها علاقة بفاعلية الإنسان في الأرض، لأنّها تمثل تكريماً إلهياً يعطى للإنسان الاستعداد الضروري لأداء الدور، ويبقى العمل بفاعلية لأداء هذا الدور منوطاً بالإنسان نفسه، فقد خلق الإنسان مزوداً بالعقل، ومسلحاً بالإرادة، وفوق ذلك كله سخر له الكون، ومهدت له الأرض، ووضعت أمامه السنن، كي يؤدي وظيفته، قال تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)[10]، وقال تعالى أيضاً: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا)[11]، وقال تعالى أيضاً: (وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلا مَا تَشْكُرُونَ) (الأعراف/ 10).[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]أما القيمة المكتسبة فهي التي تزود الإنسان بالفاعلية والعزم لأداء دوره ووظيفته، لأنّها قيمة تتعلق بالرسالة الانسانية وقيمها الحضارية التي يقوم بها في الحياة، ومن هنا قوّم الإسلام الإنسان على أساسها، وربط مصيره الدنيوي والأخروي بها، قال تعالى: (وَالْعَصْرِ *إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ *إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)[12].[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]ويؤكد الامام الشيرازي على: (إن سياسة الإسلام الإنسانية والحكيمة في احترام الناس وتقديرهم والرحمة بهم من أهم الأساليب التي ساعدت ـ وبشكل كبير ـ على انتشاره بين الناس وجلب قلوب الأعداء نحوه، حتى اليهود والنصارى والمنافقين، فجعلتهم يسلمون.. فما أحوجنا اليوم إلى هذه المبادئ الحقة التي جاء بها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) لـهداية الناس وإعادة الأمن والسلام في كل العالم، بعد أن أصبح الإنسان أرخص شيء في هذه الدنيا، وما أحوجنا إلى إتباع سيرة الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم) والإمام أمير المؤمنين(ع) في التعامل مع الأعداء والأصدقاء، كي نتمكن من أن نرفع راية الإسلام عالية في كل مكان… كما قال تعالى: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلـه وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ[13])[14].[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]احترام الإنسان وحقوق الإنسان:[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]نعيش اليوم عصر حقوق الإنسان، فهناك حراك دولي لترسيخ هذه الحقوق في دساتير الشعوب والدول، وهناك هامش إعلامي يثقف من اجلها، وهناك طائفة من المنظمات الدولية تراقب مديات انتهاك حقوق الإنسان.[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]هذه الحقوق بالرغم من أهميتها إلا إنها تبقى حدود قاصرة إذا لم تحاكي حقوق الإنسان التي أشار إليها الإمام الشيرازي في العديد من المواضع بالحقوق الفطرية، وهي الحقوق المنبثقة من الهوية الإنسانية وطبيعته البشرية، وهو يقول: إن في رسالة الحقوق للإمام السجاد أكثر من هذه الحقوق.[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]بل إن كثير من حقوق الإنسان افرد لها الإمام الشيرازي كتابا ومؤلفات[15] لا تدعو لها فقط بل وتعلمنا الوسائل السليمة لتحقيقها وتفعيلها في حياتنا وفي حياة الآخرين.[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]إن حقوق الإنسان من الضروري أن تكون منسجمة ومتوافقة مع الفطرة الإلهية حتى لا نجبر الإنسان على حقوق يرفضها جوهره الإنساني، فالحقوق محكومة بغائية تحقيق الإنسان لهويته الإنسانية وإلا فإنها قد تشكل انحدارا لمستواه الإنساني والمدني والحضاري.[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]إن احترام الإنسان لا يقتصر على حقوق الإنسان فقط كما يروج لها الغرب، من الضروري أن يشمل احترام قيمة الإنسان كانسان، وليس كسلعة كما في النظم الاقتصادية الوضعية أو جسد كما في الاعتبارات المادية، وله اعتبار أخلاقي يتعارض مع بعض القوانين الوضعية أو الفلسفات البرغماتية ولعل سبب ذلك عدم التفات حضارة الغرب المعاصرة الى البعد الروحي للإنسان، واعتراف الوعي العالمي باكتشاف كنوز الإسلام القانونية والأخلاقية والروحية والحضارية نتيجة تراكمات التشوهات في الوعي والتعارف بسبب أعداء الإسلام من الداخل والخارج.[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]ويرى الإمام الشيرازي إن سقوط الايدولوجيا الغربية ومعسكراتها الاقتصادية نابع من هزيمتها أمام عدم فهم الإنسان كهوية إنسانية كرمها الله خارج الأطر المادية في التقييم، والى هذا يشير الإمام الشيرازي في كتابه القانون تحت عنوان (الرأسمالية تنهزم) بقوله:[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial](لقد كانت المؤشرات تشير إلى سقوط قانون الشيوعية، كما أنها تشير اليوم إلى سقوط قانون الرأسمالية حيث استظهرتُ منها ذلك، وكتبت كتاباً[16] بانسحاب قانون الشيوعية عن العالم في سنة ألف وأربعمائة هجرية، وقد طبع ذلك الكراس مراراً، ثم لم يمض إلا عقد واحد من الزمان حتى ظهر ما استظهرته.[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]واليوم استظهر حسب المقدمات الملموسة أيضاً أن قانون الرأسمالية أيضاً سينسحب قبل عقد من الزمان؛ لأنه قانون يخالف فطرة البشر[17].[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]ومن المعلوم أن الفطرة إذا غطيت مدة فإنه لا يمكن تغطيتها طول الدهر، وحينئذ لا يبقى في الساحة إلا قانون الإسلام بإذن الله تعالى. فعلى المسلمين الواعين عرض هذا القانون على العالم لإنقاذ البشرية من هذه المشاكل التي أخذت بخناقهم.)[18][/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]فأن معايير النمو والتقدم الحضاري في أي مجتمع إنساني معاصر تعكس مدى تكرس احترام كرامة الإنسان. فعندما تتكرس سلوكيات وتصرفات احترام آدمية الإنسان في أي بيئة اجتماعية فسيدل ذلك على رقيها الأخلاقي والحضاري.[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]والعكس صحيح أيضاً، فعندما تروج في المجتمع سلوكيات وتصرفات احتقار كرامة الإنسان الآخر وإزدرائه فيدل ذلك على رجعية المجتمع وتخلفه الاجتماعي والثقافي. بل لقد أصبح معيار إحترام آدمية وكرامة بني البشر مهما كان لونهم أو عرقهم أو دياناتهم أو فكرهم مقياساً حضارياً عالمياً يفرق بين المجتمع المتخلف والمجتمع المتحضر. فشتان بين مجتمع تروج فيه تصرفات شخصانية وأنانية للغاية تستند في أساسها إلى عدم الإكتراث بكرامة وآدمية الإنسان وبين مجتمع احدى علاماته البارزة التعامل الراقي والإنساني مع الإنسان! ومن هذا المنطلق، فأحد أهم معايير التقدم الحضاري والديمقراطي في أي مجتمع معاصر تدور غالبية الوقت حول الوضع الحقيقي والفعلي لكرامة بني البشر في ذلك المجتمع.[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]فاستمرار ضعف الاهتمام بكرامة الفرد دليل واضح على تخلف المجتمع أو رجعيته وتخلفه. ولذلك لا يمكن في أي حال من الأحوال وصف أي مجتمع إنساني بأنه ديمقراطي أو مدني أو متقدم ما دام تحصل فيه أحداث وظروف ووقائع تدل على إزدراء وإحتقار أو الإستهانة بكرامة الإنسان الفرد.[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]لقد دعت الأديان الى تكريم الإنسان لانه خليفة الله في الأرض، وانه اختير من قبل الله تعالى،، ليحكم بين الناس بالعدل،، ويقيم الحق والإنصاف، وانه عليه ان يأتمر بشرع الله الداعي الى ان يعيش الناس أحرارا متساويين بالحقوق والواجبات لا فرق بين غنيهم وفقيرهم وأسودهم وأبيضهم ورجالهم ونسائهم الا بالتقوى، وسنت الشرائع والقوانين الإنسانية من اجل ان يتمتع كل شخص بالحقوق كاملة دون نقصان، ولكن ظروف قاهرة متعددة حالت دون ان يعمل بشرع الله ودون ان تنفذ القوانين الداعية الى إنصاف البشر ومنحهم الحقوق التي تتناسب مع مؤهلاتهم وكفاءاتهم،، والقدرات التي يبذلونها،، والنضال الطويل والشاق الذي يقومون به[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]من حق كل إنسان ان يحظى بالاحترام المناسب لشخصيته وكفاءته وان يجد تلبية لحاجاته المتعددة والتي لا تكون سعادته متحققة بدونها، من حق كل إنسان ان يتمتع بالحرية التي تجعله سعيدا، حرية العمل واختياره، والتمتع بالهوايات، والصداقات والحب وان يستطيع التعبير عن رأيه بكل حرية ما لم يكن ذلك الرأي يتعارض مع حريات الآخرين، القوة مسيطرة على العالم، شعوب بأكملها تباد لان المستعمر والإمبريالية تريد ذلك، ملايين الأشخاص محرومون من نتيجة أعمالهم وتعبهم لان القوى المسيطرة على الصناعة والتجارة تأبى الا تسلب من الناس العاملين ثمن تعبهم، كيف يحظى الإنسان بالاحترام اللازم ان كان عاجزا عن تلبية حاجاته الأساسية، المادية والمعنوية، وكيف يثق بنفسه ويؤمن بقدراته ان كان أولو الأمر يحرصون ان يئدوا قدراته وهي بالمهد، ويحيطوه بمشاعر الإحباط والكآبة من كل جانب، ويحيلوا حياته الى جحيم لا يطاق من الأحلام المحبطة والآمال التي لم يتمكن من تحقيقها والإنسان طاقة ان لم يجد السبل الكفيلة بتحقيق أحلامه عاش مقهورا مثبطا بعيدا عن السعادة والسرور.[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]إن الإمام السيد محمد الشيرازي يرى إن من أهم السيول التي تجرف حقوق الإنسان في عالمنا المعاصر هي:[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]1- الاستعمار بكل أشكاله: الاستعمار العسكري، الثقافي، الاقتصادي، السياسي، فالاستعمار بالمصطلح السياسي الحديث يصادر إرادة الجماعات والأفراد سواء كان عن طريق القوة الخشنة أو الناعمة.[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]2- الرأسمالية: وهو نظام يسمح بتكدس الأموال عند عدد قليل من الأفراد مقابل جموع الأمة، وبالتالي يتحكم في إرادتها ووجودها، ويسخرها لإرادة أقلية صغيرة، ويرى الإمام إن هذا النظام لم يوفر حياة كريمة للإنسان في معقله وهو أمريكا " وقد نشروا هم بأنفسهم إحصائيات تقول: بأن في أميركا ــ زعيمة الرأسمالية ــ أكثر من ثلاثين مليون فقير. هذا مع قطع النظر عن أنه سبب تخبط العالم في الديون المتضاعفة حتى أميركا نفسها، وقد قدروا هم بأنفسهم أن في عقد واحد من الزمان ــ وهو من الثمانين إلى التسعين ــ صارت ديون أميركا ثلاثة أضعاف ديونها في مدة مأتي سنة من عهد واشنطن".[19][/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]3- مظاهر العنف: وتشمل الحروب والإرهاب واستعباد الشعوب ومصادرة الحريات والتمييز العنصري على أساس اللون والعرق والقومية وغيرها مما يثلم حقوق الإنسان ويصادرها [20].[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]4- الانحرافات الاجتماعية: ومنها اهانة المرأة، تراجع الخطاب التربوي وضعف الدور الذي تمارسه المؤسسات التربوية، انحدار الالتزام الأخلاقي والديني [21].[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]احترام الإنسان في المنهج الإسلامي:[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]إن احترام الإنسان لأخيه الإنسان يعني احترامه لذاته، والإمام علي يؤكد حقيقة مهمة بقوله: ((الناس صنفان إما أخٌ لك في الدين، أو نظيرٌ لك في الخلق)).[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]والقرآن الكريم والنصوص الدينية تُقرر أن للإنسان كرامة واحتراماً بما هو إنسان بغض النظر عن أي اعتبارٍ آخر، يقول تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾، ﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً﴾، ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾. وقال رسول الله: ((أذل الناس من أهان الناس)).[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]ويؤكد الإمام الشيرازي في كتابه احترام الإنسان على ان هناك خزائن من النصوص المقدسة التي يجب تفعيلها في تنمية الإنسان وتربية المجتمع في مجال احترام الإنسان والمحافظة على حقوقه المشروعة فيقول: لقد حفظ لنا التأريخ أحداث ووقائع ومواقف مشرفة تحكي الأسلوب الإسلامي الحقيقي في مراعاة حقوق الإنسان كائنا من كان، مسلماً كان أو منافقاً، مشركاً كان ذلك الإنسان أو كافراً، وقد تجسد ذلك بأعظم صورة من خلال الحياة الشريفة وأسلوب المعاشرة التي كان يتبعها الرسول الأعظم (صل الله عليه واله وسلم) وأمير المؤمنين(ع) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) مع كل الناس.[22][/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]فالإسلام ألزم كل شخص أن يحترم الآخرين، سواء في المجتمع الصغير أو الكبير، بدءا من العائلة والحياة الزوجية، حيث الزوج والزوجة، والوالدين والأولاد، وانتهاء بسائر الناس.[23][/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]ويؤكد الإمام الشيرازي على: أن أحد الأسباب التي أوجدت الاختلافات والتفرقات في مجتمعنا الإسلامي هو افتقاد الاحترام المتبادل فيما بين الناس؛ وهذا مما نهى عنه الإسلام أشد النهي، فإنه إذا لم يحترم زيد عمرواً في مكان ما فإن عمرواً سوف لا يحترم زيداً بعد ذلك، وهذا ممّا يدعو إلى افتقاد المحبة والألفة بين الناس.[24][/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]ويرى الإمام الشيرازي إن احترام الإنسان متدرج يبدأ من احترام الإنسان لذاته وفي دائرة أوسع احترام الإنسان في داخل الأسرة باعتبارها الدائرة الأقرب للإنسان فإن حسن التعامل والاحترام في هذه الدائرة مهم جداً بالنسبة للإنسان وللأسرة التي ينتمي إليها.[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]ويبين الإمام الشيرازي شمولية المنهج الإسلامي في احترام الإنسان بصورة عامة، ويشير الى اهتمام المنهج الإسلامي باحترام الإنسان في حالتين عادة تنتجان عداء فطري بين المجتمع وذلك الإنسان، وهما حينما يتحول الإنسان الى مجرم في داخل مجتمعه، والحالة الثانية تختص بالعدو الذي يسعى لإيقاع الأذى بالمجتمع، وإذ استطاعت البشرية اليوم من ان تسجل هذه الحقوق في مواثيق فان الإمام الشيرازي يؤكد على إن الإسلام الأصيل سن المنهج التربوي لتنشئة الفرد وبناء المجتمع على هذا النهج الرسالي الإلهي.[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]ويؤكد الإمام الشيرازي على إن: (الإسلام العزيز بتعاليمه وأوامره أسمى درجات الاحترام للإنسان، فقد أوصى الإسلام باحترام الجميع حتى لو كان فاسقاً أقيم عليه حد من حدود الله، وفي ذلك الشأن قصص عديدة ومشهورة، منها قصة (ماعز) واعترافه بالزنا.. وفي هذه القصة نقطتان لابد لنا من التأمل فيهما:[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]1 ـ النبي الأكرم (صل الله عليه واله وسلم) صنع مجتمعاً يفيض بالفضائل والمكرمات والأخلاق الحسنة، إلى درجة أن المذنب يأتي ويعترف بنفسه بما فعلـه من الجرم، مع أنه يعلم بأنه ليس وراء اعترافه إلاّ الموت، بل الموت رجماً.[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]2 ـ إن علم الحاكم والقاضي لا يكفي في باب الزنا وليس بحجة، فالنبي (صل الله عليه واله وسلم) وإن كان يعلم بفعل هذا الشاب (ماعز)، لكنه (صل الله عليه واله وسلم) في المرحلة الأولى لم يتخذ أي قرار برجمه، بل اتخذ ذلك بعد الاعتراف الرابع وبعد تحقق الشروط المقررة شرعا)[25].[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]فالإمام يبين لنا إن فلسفة القانون في المجتمع الإسلامي لا تقوم على الانتقام أو العقاب بل غايتها الأولى هو تطهير الإنسان لإرجاعه الى انتمائه الاجتماعي، وبالمقابل فان المجرم/المحدود (من تجاوز حدود الشرع الإلهي) يبحث عن التطهير لاحترام الذات، وحتى عندما يقتضي القانون إجراء الحد الجزائي فان المحدود تحفظ كرامته كانسان وتجرى كافة حقوقه.[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]أما مع العدو الذي أذن الله عز وجل بقتاله فيبين لنا الامام الشيرازي النهج الإسلامي في التعامل معه، فيقول: (إن الإنسان لـه مقام محترم وقيمة عالية، حتى لو كان كافراً قد خرج لحرب رسول الله(صل الله عليه واله وسلم)، فلا يجوز تعذيب الخصم مهما كانت الغاية والغرض من تعذيبه، وإنما جعل الإسلام طرقاً أخرى نزيهة لكسب المعلومات تنسجم مع الرحمة الإنسانية التي جاء بها الإسلام في التعامل مع الخصوم، وهي لا تخفى على من راجع سيرة الرسول الأعظم(صل الله عليه واله وسلم) والإمام أمير المؤمنين(ع) في ذلك وخاصة في باب القضاء)[26].[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]وبعد أن يقدم لنا الإمام الشيرازي أنموذج المنهج الإسلامي في احترام الإنسان من خلال الرسول (صل الله عليه واله وسلم) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) يقدم لنا الأنموذج الإسلامي من خلال الإنسان القرآني فيروي[27] أن مالك الأشتر (رضوان الله عليه)[28] كان يجتاز يوماً في سوق الكوفة، فشتمه رجل وأظهر عليه السفاهة والإهانة.[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]فلم يقل في جوابه شيئا ولم يتعرض عليه وجاوزه.[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]فقال رجل للشاتم: أما عرفته؟ هذا مالك، أمير عسكر أمير المؤمنين(ع) وذكر لـه نبذاً من أوصافه.[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]فلما عرف الرجل أنه مالك دخله الرعب الشديد وظن أنه ينتقم منه، فذهب إلى أثره ليعتذر منه ليسلم من عقوبته.. فوجده في المسجد يصلي، فجلس في زاوية حتى يفرغ من صلاته.[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]فلما فرغ من صلاته نظر فرآه أنه يطلب من الله المغفرة للرجل المستهزئ. فجاءه وأعتذر منه.[/font][/b][/size] [size=5][b][font=arial]فقال مالك: لا بأس عليك، فوالله ما دخلت المسجد إلا لأستغفر لك!.[/font][/b] [/size][/center] [size=5] [/size][/QUOTE]
إسمك أو بريدك الإلكتروني:
هل يوجد لديك حساب معنا ؟
لا، أرغب بإنشاء حساب جديد الآن.
نعم، كلمة مروري هي:
نسيت كلمة المرور؟
البقاء متصلاً
منتديات حب البنات
الرئيسية
المنتديات
>
الاقسام العامة والاسلامية
>
حل الاسئلة
>
اجابة السؤال هل المسلم يفرط فى حقوق الاخرين فى التربيه الدينيه ؟ , أسألة في التربية اتلدينية
>
الرئيسية
المنتديات
المنتديات
روابط سريعة
البحث في المنتدى
المشاركات الأخيرة
القائمة
البحث
البحث في العناوين فقط
نشرت بواسطة العضو:
أفصل بين الأسماء بفاصلة.
إيجاد المشاركات بتاريخ:
بحث بهذا الموضوع فقط
بحث في هذا المنتدى فقط .
إعرض النتائج على شكل مواضيع
عمليات بحث مفيدة
المشاركات الأخيرة
المزيد...