1. طائر الخير

    طائر الخير New Member

    السؤال

    بأي طريقة ازيد حبي للصلاة


    الجواب

    إن التدين والصلاح نعمة من الله تعالى يمن به سبحانه على من يشاء من عباده، وهو دليلٌ على محبة الله تعالى للعبد، فأكرِم بها من نعمة!

    وهي تورث القلب راحة وطمأنينة وأنساً وسكينة، وتملأ القلب رضاً وانشراحاً؛ ولذا كان بعض السلف الصالح يقول: والله لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من اللذة لجالدونا عليها بالسيوف!!

    وربما تساءل الذين حوله: أي لذة تعني وأنت تعيش على حالة من الفقر والتبذُل؟! ويجيبهم بأن اللذة الصادقة التي لا تنقطع هي لذة العبادة لله رب العالمين.

    ولما كان هذا الطريق ـ أعني طريق الصلاح ـ بهذه الحلاوة! لم يكن ليستحقه إلا من استسلم لأمر الله تعالى واستسلم لحكمه، وضحى في سبيل ذلك بكل غال ونفيس، حينئذٍ كان هذا الصنف هو من أولى الناس بنوال هذه الرتبة.

    أختي الكريمة: إن كل مطلوب نفيس في الحياة لا بد للوصول إليه من عقبات طويلة وتضحيات جمة! ولذا فمن الطبيعي جداً أن تحصل العقبات المتتالية لمن أراد طريق السعادة الأوحد، طريق الاستقامة على أمر الله. وما ذكرتِه في رسالتك من عدم ثقتكِ بالتزامك.. وما ينتابكِ من وساوس وأوهام، ونحو ذلك، هو من كيد الشيطان وتوهيمات النفس الأمارة بالسوء، وهو ـ في المقابل ـ دليلٌ على أنك قد وضعتِ قدمكِ في الطريق الصحيح! ولكنها تحتاج إلى ثبات في وجه هذه العاصفة الشيطانية! وإليك شيئاً من أسباب الثبات ووسائله:

    1ـ سؤال الله عز وجل الثبات على الحق حتى الممات، ولهذا كان من دعاء أعبد الناس وأتقاهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: "اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك". ومن دعائه صلى الله عليه وسلم أيضاً: "اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراطٍ مستقيم".

    2ـ المداومة على العبادة، وأولى شيء بذلك الفرائض ثم النوافل، وهي سببٌ في نوال محبة الله تعالى، كما جاء في الحديث القدسي الصحيح: "ما تقرب عبدي إلي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه" (رواه البخاري).
    الله أكبر! أي سعادة تحصل للمسلم حينما يحبه الله! أتراه يشقى وقد بلغ هذه المنزلة! لا والله!

    الله أكبر! أي شرفٍ للمؤمن والمؤمنة حينما يبلغ هذه الحظوة! لأن الذي يحبه ليس واحداً من البشر الذي يخضع حبه للتقلبات والظروف!! إنما هو رب البشر سبحانه وتعالى.
    وفي المقابل: أي نكدٍ وشقاء يحصل لمن سخط عليه مولاه وطرده من جنابه! الله أكبر! ما أعظم خسارته وأكسد بضاعته!
    اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا إلى حبك.

    ومن الطاعات التي ينبغي المداومة عليها: أذكار الصباح والمساء، وقبلها قراءة القرآن، وأن نجعل لنا من القرآن ورداً يومياً لا نتنازل عنه بأي حالٍ من الأحوال، ولو فاتنا اليوم نقضيه من الغد! وهذا هو ديدن الصالحين في عصر السلف وفي عصرنا.

    3ـ استغلال الوقت ودقائق العمر بالعمل النافع البناء، والهروب عن الفراغ إلى ما ينفع من صالح العمل، ولا ندع النفس ـ خاصة ما دمنا في أول الطريق ـ فريسة للفراغ، ومن ثم الأوهام والوساوس. ويمكنكِ أن تلتحقي بدار لتحفيظ القرآن ورفقة صالحة تعين على الخير وتتنافس في الطاعات.

    4ـ تحديد أهدافنا في الحياة بدقة، ومحاولة رسم برنامج عملي للوصول إلى أهدافنا المرسومة، ومرادي من ذلك إشعال النفس بالكدح خلف الأهداف السامية، وهذا فيه فائدة من ناحيتين:

    الأولى: إشغال النفس بالعمل الجاد حتى تنجو من مصيدة الفراغ.

    والثانية: بناء النفس بناء إيمانياً أو ثقافياً على حسب نوعية الأهداف المرسومة.

    ولنعلم أن ساعات العمر سريعة الذهاب مستحيلة الرجوع، وستنقضي هذه الساعات على من قضاها بالبطالة والعبث، وستنقضي أيضاً على من عمرها بالأعمال الجادة النافعة، ولكن في نهاية المطاف {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}؟!

    ختاماً.. وفقك الله لكل خير، ورزقنا وإياك الثبات على الحق حتى نلقاه

     
  2. جاري تحميل الصفحة...