1. .لانك القابع في سجن انت سجانه

    ولانك السجين والسجان

    ولانك من قبل تلك العقوبة وارتضاها لنفسه

    سيعشقك السجن وسيرافقك لقب السجين وستكون انت السجان

    سيدي الكريم

    نحن من نرضخ للحزن فنقبل به

    ونحن من يطيع الهم والبؤس فيستأنس بنا ذلك

    نسجن في اعماقنا تلك الرؤية القاتمة ونقبل بالسجن المؤبد لها دون ان نطلق قوانا الداخلية ونحرر حريتها

    قبلت سجن ذاتك في هيئة من يتجنب النور ويقبل ان يقبع في ظل سيورثه الفشل وسيسقيه كأس الاحباط والمهانة

    ثم ترتفع الاهات وتخرج الزفرات ان الحياة قاسية

    وانك من ظلمتك الحياة وسيرت صدمتك في اصدقائك واقرانك ومن هم حولك حتى ظظنت ان العالم لا يكترث بك

    كل تلك الامور وما تخدر به نفسك من صنع وهمك انت فقط

    وما تظنه من ندرة الاخلاء وقلة الصداقات الحقيقة وعدم وجود من يستحق ان تعطيه قلبك ومشاعرك

    دعني اخبرك ان كل تلك ماهي الا من وحي خيالك لانه ارتضى ان يقبع في سجم مظلم

    لايرى فيه الا ما يود ان ير ولا يسمع الا ما يود ان يسمع

    سجن معتم جعلك تحبس انفاس الكثير من طاقاتك التي اختزنت في اعماقك تحت وطاة الاهمال والتهميش

    الحياة لا تقسو

    والمجتمع يتعامل معك كفرد منه لكنه لن يتدخل في اصلاح ذاتك

    طالما انك ممن قبلت بهذا السجن الذي لاتراه وانما تقبع فيه

    تخلى عنك الاصدقاء ..ولماذا لم تقل انك قتلت رغبتهمفي معاشرتك لانك لا تحمل جديدا وتقبع في بوتقة روتين ممل ومنفر جعلهم يتخلوا عنك

    ابتعد عنك الاحباب..ولربما لم تنصف نفسك ولم تقدم ما يستحق البقاء فذهبوا

    اؤمن قطعا ويقينا انك ان لم تحمل في اعماقك ذلك المغناطيس السحري فلم تفلح

    وان لم تتحر من سجنك القاتم الكاتم للانفاس فلن تتقدم

    الم تكتفي من تعاطي المخدرات

    وما تلك المخدرات الا قناعات قديمة رتيبة انت من اقنع نفسك بها فاصبحت تتحكم في تصرفاتك وفي سلوكك

    فبت لها اسير الوقع والميول والرغبة في العزلة والانزواء

    كن اقوى منهم

    واقوى من قيودك المتراكمة

    ومن زنزاتك التي عزلتك عن الشمس

    كن اقوى في داخلك انك الاقوى

    انتصر على كل سلبية في شخصك لتنتصر على كل سلبية في عالم من هم حولك

    الحياة قد لا ترحم ولكن لا تقبل بالضعفاء

    وانا انت

    لدينا حرية الاختيار

    ان نبق في ذلك السجن الكئيب نرفل في نعيم البؤس والحزن والروتين

    نقبل بالتخلف والتاخر والبقاء في الظل

    نستطعم التخدير ونتعايش مع الواقع المفروض علينا كما هو لعدم وجود الدافع والطموح والحماس

    ننتظر احسان الشفقة والعطف والقبول بالضعف

    او

    ان نختلف

    نؤمن ان النجاح بذرة تحتاج الى رعاية في اعماقنا

    ونؤمن بالقدرات التي وهبها لنا الله

    ونرفض السجن والسجان

    ونخرج بصورة مختلفة

    لا تعترف بالتخاذل

    لدي قناعة اؤمن بها حد اليقين

    ان من تخلى عنك

    اما ان يكون شخص لا يستحقك وقد سنحت لك الفرصة ان تبتعد عنه وذلك خبر يستحق ان تظهر له السرور

    او انه شخص انت من افقد نفسك تواجده بسبب عيوبا لم تستطع ان تتخلص منها

    لتقبع في سجن

    بلا زوار


    وبلا حكم بالبراءة والخروج


    وبلا حرية

    اذا

    الاعماقك اعماقك

    والقلب قلبك

    والمشاعر مشاعرك

    والحاكم انت

    والسجن عالمك

    والسجين انت


    وفرصة النجاة قد تسنح لكن ليس كثيرا

    حتى لا يقتنع فكرك


    ويتشبع عالمك

    بانك مجرد شخص

    لا يملك الحكم على مخرجاته وعلى نفسسه

    يخسر اصدقاءه

    يفقد الكثير من هيبته

    تضمحل شخصيته

    يصبح مجرد عالة على غيره


    لايملك من امره شيئا

    جسد بلا روح


    او روح سجينة تحاصرها الاصفاد

    تحكمها قناعات قديمة وروتين ممل


    ويعزز تلك القناعات استسلام عام شامل

    انا لا اقبل ان اكون كذكل يا صديقي


    مجرد رئتين تتنفس الهواء وقلب ينبض بلا عطاء

    وروح ميتة الشعور عديمة الالوان


    كلهما ضحايا سجنك


    وكلهم نزلاء تلك الزنزانة التي اوجدتها في نفسك


    بلا جديد

    وبلا اصدقاء

    وبلا روح

    اعرفت الان

    لماذا سارحل عنك مع الراحلين

    فانت من منعت الزيارة


    وحكمت بالاعدام


    على انسان يقبع في داخلك
     
  2. جاري تحميل الصفحة...