1. ندى

    ندى New Member

    البداية واخر النهاية
    البداية واخر النهاية
    في صباح يوم غمرت الدنيا أثوابُ الثلج الأبيض الجميل ، وعلى أرض فلسطين ،( الضاهرية التحتا) وفي أطراف جبل كنعان الجنوبية الغربية وبين شجيرات الصبار. ولد طفل في 8/آذار 1943م نشأ وترعرع في أحضان أم حنونة وأب لا يعرف من الحياة إلا الجهد و التعب و الشقاء ..
    ومرت أيام السعادة في فلسطين سريعة ، ونزل القدر المحتوم وتحت المطر الشديد غادرنا فلسطين مع من أجبر على الرحيل وكان ذلك في ليلة سقوط مدينة صفد 12/5/1948 بيد بني إسرائيل .
    ولم تعد أي لحظة من لحظات السعادة ، وإن عادت فلن نشعر بها ، فمن لا وطن له ، لا سعادة له؟ ومن كرم المرء بكاؤه على ما مضى من زمانه ، وحنينه إلى أوطانه ((.... و الله يعلم ما في قلوبكم .....)) 51 الأحزاب.

    تمر بنا الأيام تتْرى وإنما نساق إلى الآجال و العين تنظر
    فلا عائد ذاك الشباب الذي مضى ولا زائل هذا المشيب المكدّر
    نسأل الله صبر أيوب ( حتى يؤلف ما بين القلوب ) ونبكي بكاء يعقوب ( حتى تعود أرض الجدود ) فالميتة البعيدة عن الديار هي الأكثر وحدة ، والأشد إذلالاً .(( وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا )) 80 الإسراء.
    بين يدي البحث :
    بسم الله الرحمن الرحيم ............. الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ، ولم يكن له شريك في الملك ، ولم يكن له وليٌّ من الذّل وكبّره تكبيراً ، هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيءٍ عليم . والصلاة والسلام على محمد رسول الله المقدّم في الذكر على كافة المخلوقات ....... وبعد:
    لقد عزمت على القيام بتنفيذ ما فكّرت فيه ، وبدأت العمل بعون الله تعالى وتوفيقه ، محاولاً تقديم عمل مميّز ينتفع فيه أبناء البشرية جمعاء ، وخاصة منهم المؤمنون بالغيب والموقنون بأن لهذا الكون خالق قادر ، أحسن كل شيء خلقه. لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير.
    إن هذا العمل نتيجة دراسة متعمّقة وجهد متواصل وعمل دؤوب {كانت بواكيره في شهر آذار لعام 1964م ، عندما طلب إليّ مدير ثانوية علي بن أبي طالب في قرية تلدو ( الحولة) من قرى حمص التي تقع على طريق حمص مصياف . الأستاذ الشيخ العلّامة محمد علي مشعل (أبو أسامة) ، إلقاء كلمة خطابية بمناسبة عيد الأم ، وبما أني كنت الأستاذ الفلسطيني فكان لا بد من التطرق إلى الأم ( فلسطين ) .
    أراك اليوم في قلبي أراك اليوم يا عمري
    وروداً أزهرت عطراً شذياً عابق الفجر
    أراك رشفة القهوة أراك نجمة تجري
    أراك شمس أيامي أراك لسعة الجمر
    أراك نور أحلامي أراك في دمي تسري
    أراك كل ما أرجو أراك نسمة الزهر
    ومن تلك المحاولة في كتابة ألف كلمة تتضمن بعض المغيبات من قرآن وسنة تمكنت الانتقال من حالة الاستماع و التلقي ، إلى حالة التدوين و الإبداع في مجال النثر و الشعر و الخطابة فكان من اصدق وأجمل ما كتبت نثراً ....كي لا ننسى :أشرقت الشمس تتوهج أشعتها نوراً يملأ سماء مدينة دمشق . اصطحبني والدي إلى السوق ، أساعده في حمل بعض المشتريات التي نحتاجها . فجأة مر من أمام دكان الحلاقة /أبو توفيق / . ألقى والدي التحية عليه قائلاً : السلام عليكم . ابتسم الحلاق وقال : وعليكم السلام ورحمة الله . وأضاف قائلاً : تفضل . رمقني أبي بنظرة وكأنه يقول لي : ليس عند الحلاق زبائن ، نكسب الوقت لأحلق شعر رأسي فقد طال كثيراً ، أثناء السفر للعمل خارج القطر . جلس والدي على كرسي الحلاقة وبدأ الحلاق أبو توفيق مع كل صوت يصدر عن مقرضه يرسل جملة من الكلام هنا وجملة من هناك . إلى أن وصل إلى قوله : اسمع يا أبا جهاد كنا في فلسطين ، في مدينة صفد ، نعيش في رغد من العيش . وكنت أنا حلاق الحارة (حارة السوق) الذي لا يشق له غبار في المصلحة . وكي لا ننسى فلسطين فإني استودعك أمانتي التي احملها في قلبي . فأنا اليوم أتجاوز السبعين من عمري , ولم أنسَ يوماً ذلك الزبون الذي كان يحمل معه ثمرات بستانه الذي ترويه /عين المالحة / . وهي عين من الماء تنبع في الطرف الجنوبي الغربي من مدينة صفد , عند بقعة مباركة من الأرض تسمى رأس الكتف . أتراني أرجع يوماً إلى فلسطين , إلى صفد , إلى ذلك الدكان حيث كنت أستوفي أجري من البيض , وزيت الزيتون , و الخس , و اللوز الأخضر , والرمان , والعنّاب , والخرّوب بدلاً من النقود . ما أطيب ذلك اللوز الأخضر الذي لن أنسى طعمه ما حييت . اسمع يا أبا جهاد : وصيتي إليك إذا رجعت إلى صفد , إلى ذلك البستان , بستان جدك /حسين زينب (أبو محمد) . ووجدت تلك الشجرات أو بنات تلك الشجرات من اللوز . كُلْ منها واذكرني . واذكر أني لن أنسى وطني حياً أو ميتاً . إني أذكر وطني فطيفه لا يفارق مخيلتي ليل نهار , يقظة و مناما . وأنت وهذه البنت التي معك , أسأل الله أن تعود فلسطين إلى أهلها وأنتم أحياء ترزقون . كان والدي وكأنه يغفو بين يدي الحلاق . ولكني كنت أستمع بشغف لما قاله أبو توفيق . ولقد عاهدت نفسي ألا أنسى وطني , وأني سوف أذكر هذه القصة لأولادي , وأحرص أن يكونوا ممن أشربوا في قلوبهم حب فلسطين . غادرنا دكان الحلاقة وتوجهنا نحو السوق , وأنا أردد بصوت عالٍ :
    وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي
    وكان من كلمات بعض النقاد : إنها قصة تعبق منها رائحة الجنة , ورائحة الوطن . ريح طيبة واسعة و يشمُّ ريحها رغم بعد المسافات عن الوطن } في سبيل الوصول إلى الترابط الحقيقي للزمن الذي أوجده الله مع خلق السموات والأرض ، مع تكوير الليل على النهار ، وتكوير النهار على الليل
    وما قبل ذلك . وما بعد ذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وتعود الحياة بلا زمن ( كما بدأنا أول خلق نعيده ) وإني إذ فتشت وغصت في بعض الآيات المحكمات ( الواضحات اللاتي لا اشتباه بها ) ، وبعض الآيات المتشابهات ( الخفيات اللاتي لا تتضح إلاّ ببصيرة متعمقة وبنظر دقيق ) وبنية حسنة مستعيناً بالله تعالى أن لا أُضل ، ولا أكون ممن اتبع هواه . بلْ ( من الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ....)
    وليس من باب الجزم ، بل من باب الاحتمالات والاجتهاد لان الانتقال من كلمة احتمال إلى كلمة ربما،شيء يحتاج إلى الصدق والحقيقة ( ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين) (2) الحجر
    فإنْ كان كلامي هذا صحيحاً ، فلّله الحمد ، وإن يأت مخالفاً لما يراه بعض المفكرين أو القارئين ، فليس لأي إنسان من العصمة نصيب ، عدا النبي الأميّ محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومع هذا فإني أحاول أن أكتب صفحات هذه الحياة المستمرة المتواترة ، التي يسبق بعضها بعضاً ، ويتبع بعضها بعضاً ، أبتغي من وراء ذلك الكشف عن الحقيقة ، سواء أكانت من الماضي أو في الحاضر ، أو بعد ( ما وراء ) الحاضر ،وإنما كل ذلك من باب مشروعية البحث ، ومحاولة الاستكشاف عن طريق الخبر اليقيني الوارد ذكره في أشراط الساعة، أي الأمور المعلومة ، للتوصّل بها إلى مجهول تصوري أو تصديقي ( تصديق يقيني ) فمثلاً ذكر الدّجال وأنه يمكث في الأرض أربعين ، وهناك بعض الأحاديث الصحيحة التي تذكر أعماله في تلك السنين ، وأن عيسى ابن مريم عليه السلام ينزل إلى الأرض ويمكث فيها أربعين سنة ، والأحاديث الصحيحة تذكر بعض أفعاله وتنقله بين دمشق والقدس ومكة وعليه وضعت عدّة احتمالات لهذه الحقبة من الزمن .. وما قبلها وما بعدها .
    ( كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون ) ، ( إن الدّين عند الله الإسلام ) أي أن ما جاء به آدم عليه السلام و النبيّون من بعده من تعاليم الإسلام ، إنما هي عناصر وضعت في بوتقة واحدة ، فمهما بدت لك أنها مختلفة وذات صفات متفاوتة ، فهي في النهاية تتفاعل مع بعضها ليتولد منها شيء نافع هو الإيمان ، ورواسب لا قيمة لها هي الكفر .
    وعملي هذا متواضع وواضح ، توخيت فيه اليسر والموضوعية وهو مقسّم على اثني عشر باباً ، وراء كل باب كنز من العلم والمعرفة ، يفضي إلى الوعي حتى نعلم ما نقول ونعي ما نقرأ ، والله أسأل أن ينفع به ، فإن أصبت فأسأل الله الثواب وحسن الخاتمة ، وإن أخطأت فأرجو من الله العفو والمغفرة ، والحياة الطيبة . في الدين والدنيا والآخرة .
     
  2. جاري تحميل الصفحة...


  3. ايمان

    ايمان New Member

    رد: البداية واخر النهاية

    شكرا ع الموضوع المميز

    تسلم ايدك