1. معلومات عن أبو بكر الصديق ـ اسلاميات 2024

    اسمه وكنيته


    هو عبد الله بن عثمان بن عامر، من قبيلة تيم بن مرة بن كعب، وفى مرة بن كعب يلتقى

    نسبه مع نسب النبى صلى الله عليه وسلم، وأمه أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر
    ،
    تميمية كأبيه وكنيته: أبو بكر، ولقبه: عتيق. ولُد أبو بكر سنة 573 م بعد مولد


    الرسول صلى الله عليه وسلم بثلاثة أعوام، ونشأ فى مكة، وكان رجال قومه يأتونه

    ويألفونه لغير واحد من الأمر؛ لعلمه وتجارته وحسن مجالسته . وعُرف أبو بكر بترفعه

    عن عادات الجاهلية، وما كانوا يقترفونه من مجون وشرب خمر، وارتبط قبل البعثة

    بصداقة قوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان الاتفاق فى الطباع وصفاء النفس

    من أقوى الروابط بين النبى وأبى بكر. تُجمع مصادر السيرة والتاريخ على أن أبا بكر كان أول

    من أسلم وآمن بالنبى صلى الله عليه وسلم من الرجال الأحرار، وكان لسلامة فطرته التى

    كانت تعاف ما عليه قومه من عبادة الأوثان أثر فى تبكيره بالدخول فى الإسلام، وما إن دعاه

    النبى صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام حتى أسلم على الفور؛ لثقته بصدق النبى صلى الله

    عليه وسلم وأمانته، يقول النبى صلى الله عليه وسلم: ما دعوت أحدًا إلى الإسلام إلا كانت

    فيه عنده كبوة – تأخر فى الإجابة- إلا ما كان من أبى بكر بن أبى قحافة، ما عكم عنه

    تأخر عنه – حين ذكرته له، وما تردد فيه. ومنذ أن أسلم وهو يهب نفسه وماله لله ورسوله
    فكان يشترى من أسلم من العبيد الذين كانت قريش تعذبهم، ويعتقهم كبلال بن رباح
    وكان يذود عن النبى صلى الله عليه وسلم بكل ما أوتى من قوة

    فيروى البخارى عن

    عبد الله بن عمرو ابن العاص قوله: رأيت عقبة بن أبى معيط جاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم

    وهو يصلى، فوضع رداءه فى عنقه، وخنقه به خنقًا شديدًا، فجاء أبو بكر – رضى الله عنه
    حتى دفعه عنه، فقال: أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله وقد جاءكم بالبينات من ربك
    صحيح البخارى

    ومن أجَلِّ مواقف أبى بكر تصديقه للنبى صلى الله عليه وسلم فى حادث الإسراء، فحين أخبر النبى

    صلى الله عليه وسلم بذلك أسرعوا إلى أبى بكر يخبرونه، ظنا منهم أنه لن يصدق،

    فقال لهم: والله لئن كان قاله لقد صدق، فإنى أصدقه فى أبعد من هذا، أصدقه فى خبر السماء


    يأتيه فى ساعة من ليل أو نهار، فلُقب بالصديق من يومئذٍ. واختاره النبى صلى الله عليه وسلم

    لثقته- به ليرافقه فى رحلة الهجرة دون غيره من الصحابة، ثم لازم النبى بعد الهجرة فى ليله

    ونهاره، فلم يتخلف عن غزوة من غزواته أو مشهد من مشاهده، وكان مجاهدًا بنفسه وماله

    حتى وصفه النبى بقوله: ما لأحد عندنا يدٌ إلا وقد كافأناه بها، إلا أبا بكر، فإن له عندنا يدًا يكافئه

    الله بها يوم القيامة، وما نفعنى مال أحد قط ما نفعنى مال أبى بكر. ومما لاشك فيه أن

    أبا بكر الصديق عند علماء الأمة أفضل المسلمين مطلقًا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم

    ودليل ذلك أنه جعله أميرًا على الحج فى العام التاسع من الهجرة، وأنابه فى الصلاة عند مرضه

    دون غيره -، وكان هذا أقوى مرشح له لتولى الخلافة بعد وفاة النبى بعد أن بويع أبو بكر الصديق البيعة العامة قام فخطب
    الناس خطبة قصيرة، وضح لهم فيها منهجه فى الحكم، فقال بعد أن حمد الله وصلى على نبيه: أما بعد أيها الناس فإنى وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينونى
    وإن أسأت فقومونى، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوى عندى حتى أزيح عليه

    حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد

    فى سبيل الله إلا ضربهم الله بالذلّ، ولا تشيع الفاحشة فى قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعونى ما أطعت الله ورسوله، فإذا
    عصيت الله ورسوله فلا طاعة لى عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله. الجمع الأول للقرآن فى عهد أبى بكر الصديق: فزع
    عمر بن الخطاب لاستشهاد عدد كبير من حفظة القرآن فى حروب الردة، وبخاصة معركة اليمامة، فأشار على أبى بكر
    بضرورة جمع القرآن

    فى مصحف واحد؛ خشية أن يُستشهد عدد آخر من الحفاظ، فيضيع القرآن، أو يدخله تحريف

    إذا تباعد الزمن بين نزوله وجمعه، كما حدث للكتب السابقة. تردد أبو بكر فى بادئ الأمر

    من اقتراح عمر، وقال: كيف أفعل شيئًا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم
    فقال له عمر: أرى والله أنه خير، فلم يزل عمر بأبى بكر حتى قبل ، ثم استدعى

    أبو بكر زيد بن ثابت الأنصارى، وكلفه بمهمة جمع القرآن، قائلا له: إنك رجل شاب عاقل
    لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه

    فقبل زيد هذه المهمة الثقيلة، وبدأ فى تتبع القرآن، وجمعه من الرقاع والعظام

    والعسب وهي سعف النخل التى كان مكتوبًا عليها ومن صدور الرجال، وجعل ذلك فى مصحف واحد
    .
    وقد ظل هذا المصحف عند أبى بكر، ثم انتقل بعد وفاته إلى عمر بن الخطاب، ثم انتقل بعد وفاته إلى ابنته أم المؤمنين حفصة،

    وفى عهد عثمان دعت الضرورة إلى جمع الناس على قراءة واحدة
    فأخذه عثمان منها، ونسخ منه عدة نسخ ووزعها على الأمصار. وهكذا توَّج أبو بكر الصديق أعماله الجليلة بجمع القرآن
    وفاة أبى بكر الصديق:

    قضى أبو بكر فى الخلافة سنتين وثلاثة أشهر وعشرة أيام قام فيها بجلائل الأعمال

    ونهض بمسئولية قيادة الدولة على خير وجه، وعاش حياته للإسلام وللمسلمين
    ووهب حياته لخدمة رعيته، والدفاع عن عقيدتها، دون أن يأخذ أجرًا على تحمله تبعات

    هذا المنصب الجليل، منصب الخليفة، وعاش مثل بقية رعيته دون أن يمتاز عنهم فى مسكن

    أو ملبس، بل إنه رد ما خصصه له كبار الصحابة من راتب ضئيل ، كى يترك التجارة ويتفرغ

    لمنصبه. وفى أواخر شهر جمادى الآخرة من العام الثالث عشر للهجرة، فاضت روح أبى بكر

    إلى بارئها بعد مرض استمر أسبوعين، كان سببه الحمى، وتولى بعده الفاروق عمر بن الخطاب.

     
  2. جاري تحميل الصفحة...