1. نادي

    نادي مشرف عام

    ما هو وصف الجنة , بناء الجنة , وصف أهل الجنة ونعيمها , درجات الجنة
    أهلا وسهلا

    الجنة في اللغة هي البستان , ومنه الجنّات , وتصغيرها جنينة , والعرب تسمي النخيل جنّة , والجنة الحديقة ذات الشجر والنخل , وجمعها جِنان , وفيها تخصيص , ويقال للنخل وغيرها , والكلمة مشتقة من جنّ أي ستر وأظلم وخفي , سميت بذلك لسترها الأرض بظلالها . وقد وردت بهذا المعنى في سورة الكهف مثلاً في الآية( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا ).

    64d40abe74ef74e1e1dbb3cf67f4198b.jpg

    ما هو وصف الجنة

    وصَف الله -تعالى- الجنَّة وما فيها في كثيرٍ من الآيات، قال -تعالى-: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ)، فماؤها غير آسن؛ أي غير مُتغيّر أو مُنتِن، كما أنَّ فيها خمرٌ لذيذٌ لم يُدنّس، وكذلك الأنهار من العسل المُصفّى، ومن جميع الثمرات، وفيها من ما لا عينٌ رأت، ولا أُذنٌ سمعت، ولا خَطَرَ على قلب بشر، كما أخبر بذلك النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (قالَ اللَّهُ: أعْدَدْتُ لِعِبادِي الصَّالِحِينَ ما لا عَيْنٌ رَأَتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ علَى قَلْبِ بَشَرٍ)، وفيها ما يشتهيهِ الإنسان ويتمنّاه، لِقولهِ -تعالى-: (وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).

    إنَّ أقلَّ منزلةٍ فيها تكونُ لِرجُلٍ لهُ عشرةُ أمثالِ أعظمِ مُلوكِ الدُنيا، لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (فيَقولُ: هذا لكَ وعَشَرَةُ أمْثالِهِ، ولَكَ ما اشْتَهَتْ نَفْسُكَ، ولَذَّتْ عَيْنُكَ)، وأمّا وصفُها من حيث الإجمال، فهي جنَّةٌ عاليةٌ فوق السماء السابعة، لِقولهِ -تعالى-: (عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى* عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى)، وأمّا أبوابها فهي ثمانية، وبناؤها لَبِنَةٌ من ذهب، وأُخرى من فضّة كما ورد في الأحاديث، وفيها جنّتان من ذهب، وكُلّ ما فيهما من ذهبٍ، وجنّتان كُلُّ ما فيهما من فضَّة، وأمّا عرضُها فهي كعرض السماء والأرض، وطولها لا يعلمهُ إلا الله -تعالى-، وأوَّلُ من يدخُلها أُمّة النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، وتُرابُها من المسك الأبيض الخالص، والزعفران، وحَصباؤها؛ أي الحصى من اللؤلؤ الكبير، ووجوهُ من فيها بيضاء، ضاحكةٌ، ومُستبشرة، كالقمر ليلة البدر، وتكون الجنَّة درجات، أعلاها الوسيلة، و الدُ*** إلى الجنَّة يكون جماعاتٍ تلو جماعات.

    غُرَف الجنة ومساكنها

    وَصَفَ الله -تعالى- غُرفَ الجنَّة ومساكنِها بقوله: (لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَعْدَ الله لا يُخْلِفُ الله الْمِيعَادَ)؛ فقال ابنُ كثير في تفسيره: إنَّ هذه الغُرف تكون قُصوراً شاهقة، وتكونُ طبقاتٍ بعضها فوق بعض، مبنيّةٌ بإحْكام، وهي عالية ومُزخرفةٌ، ووصفها النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- بقوله: (إنَّ في الجنَّةِ غرفًا يُرى ظاهرُها من باطنِها وباطنُها من ظاهرِها)، ففي الجنَّة غُرفٌ، وبيوتٌ، وقُصورٌ، وخيام، لِقولهِ -تعالى- على لسان امرأة فرعون: (رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ)، وأمّا بالنسبة للخيام، فج اء ذِكرُها في قولهِ -تعالى-: (حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ)، ويُمكن لأهلِ الجنَّة الذهاب فيها حيثُ يشاؤون.إنَّ في الجنَّة قُصوراً من زبرجد، ومن ذهب، ومن فضَّة، وفيها أنواعاً من الأحجار الكريمة والجواهر، ووصف النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- بعضاً من خيامها بقوله: (إنَّ لِلْمُؤْمِنِ في الجَنَّةِ لَخَيْمَةً مِن لُؤْلُؤَةٍ واحِدَةٍ مُجَوَّفَةٍ، طُولُها سِتُّونَ مِيلًا، لِلْمُؤْمِنِ فيها أهْلُونَ، يَطُوفُ عليهمِ المُؤْمِنُ فلا يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا)،وتكون جميعُ مساكنها مُجهّزةً ومفروشة، وجاء عن بعضِ أهل العلم كالطبريّ والقُرطُبيّ أنَّها تُبنى بالذِّكر والتسبيح.

    بناء الجنة

    بناء الجنة مِن الذهب والفضَّة، لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (الجنّةُ بناؤها لَبِنَةٌ من فضةٍ، ولَبِنَةٌ من ذهبٍ، ومِلاطُها المسكُ الأذفرُ، وحصباؤها اللؤلؤُ والياقوتُ، وتربتُها الزَّعفرانُ)،وأمّا المادة التي تُوضع بين اللّبِنَتين فهي المسْك، وتُرابُها من المِسك، وأمّا أبوابها فهي ثمانية، والباب الواحد ما بين مصراعيه كما بين مكّة والبحرين كما أخبر بذلك النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، وفي روايةٍ أُخرى كما بين مكة وبُصرى في الشام، وجاء عن خالد بن عُمير العدويّ قوله: خطبنا عتبة بن غزوان فقال في خطبته: "وإنّ ما بين مصراعين من مصاريع الجنَّة مسيرة أربعين عاماً"، ومع ذلك يكونُ مُزدحماً بالناس الداخلةِ فيه، وباب التوبة منها يبقى مفتوحاً حتى تطلُع الشمس من مغربها، وقيل إنَّ أبواب الجنّة تُفتح كُلّ اثنين وخميس، ويوجد لهذه الأبوابِ حِلَقٌ، ويكون النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- أوّل من يطرُقها، وأمّا رائحتُها فتُشمُّ من مسيرةِ خمسِمئة عام، وقيل مئة عام، وقيل أقلّ من ذلك، وهي أطيبُ رائحة، ويَشمُّها الإنسان بحسب عمله.

    شجر الجنة

    بيَّنت الكثير من الأدلّة وَصفاً لِشجرِ الجنّة، كقولهِ -تعالى-: (وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ)،وكذلك قول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (إنَّ في الجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ في ظِلِّهَا مِئَةَ عَامٍ لا يَقْطَعُهَا)،ومما يُميِّزها أنَّ ظِلُّها دائمٌ، وساقُها من الذهب والفضّة، وجاء عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنَّ جِذعها من الزُمُرّد الأخضر، كما أنَّ في الجنَّة شجرة يُقال لها سدرة المُنتهى عند جنّة المأوى، ووصف النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- ثمرها بأنّه مثل قِلال هجر*، وورقها مثلُ آذان الفيلة، والورقةُ الواحدة منها تكاد تُغطّي الأُمّة، ويزرعُ الإنسانُ شجرَ الجنّةِ بالتّسبيح، والتّحميد، والتّهليل، والتّكبير، كما أنَّ الرياح تجعلها تُصفّق، وتُصدِر أصواتاً يَطربُ السامعُ لها.

    أنهار الجنة

    يُعدُّ ماءُ الأنهار في الجنَّة أعذب من المياه، وأخبر النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- عن بعض هذه الأنهار بقوله: (سَيْحانُ وجَيْحانُ، والْفُراتُ والنِّيلُ كُلٌّ مِن أنْهارِ الجَنَّةِ)،[ وتجري هذه الأنهار من غير أخاديد، وحوافّها من اللؤلؤ والياقوت، وطِينتهُ من المِسك، كما أنَّ من أنهارها الكوثر؛ الذي قِبابهُ من اللؤلؤ، وكذلك حَصاه، ومن أنهار الجنَّة أيضاً ما ورد في قول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (إنَّ في الجنَّةِ بَحرَ الماءِ، وبَحرَ العَسلِ، وبَحرَ اللَّبنِ، وبَحرَ الخمرِ، ثمَّ تُشَقَّقُ الأنهارُ بعدُ)،[وجاء في ذكر بعض أوصافها في قول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (لعلَّكُم تظنُّونَ أنَّ أنهارَ الجنَّةِ أُخدودٌ في الأرضِ؟ لا واللهِ، إنَّها لسائحةٌ على وجهِ الأرضِ، إحدَى حافَّتَيْها اللؤلؤُ، والأخرَى الياقوتُ، وطِينةُ المِسْكِ الأذْفَرِ قال: قلتُ: ما الأذْفَرُ؟ قال: الَّذي لا خلْطَ لهُ)

    فرش الجنة

    تُعدُّ فُرش الجنَّة من السُرر -جمع سرير- المرفوعة، وتتكوّن من الياقوت الأحمر، ولها جناحان من الزُمُرّد الأخضر، وعليها سبعون فِراشاً محشوةً بالنور، وظاهرها السُندس، ومن داخلها الاستبرق، وطولها مسيرة أربعين عاماً، وأرائكها من اللؤلؤ، قال الله -تعالى-: (هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ)، كما أنَّ من فُرشها العبقري؛ وهو الفِراش المُطرَّز، وكذلك الزرابيّ، والرفرف، وهي المفارش التي تكون فوق السُّرر، لِقولهِ -تعالى-: (فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ* وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ* وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ* وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ)، وتصعد هذه السُّرر بصاحبها حيثُ يُريد

    نور الجنة وجوها

    أجواء الجنَّة من نور، حيث لا يوجد شمسٌ أو قمرٌ، أو ليلٌ أو نهارٌ، أو صيفٌ أو شِتاءٌ، وجاء عن بعض السلف قوله: إنَّ جَوَّها كالنور الذي يكون عند الفجر وقبل طُلوع الشمس، كما أنَّه لا يوجد بها نوم، وفيها سوقٌ يدخله الإنسانُ كُلُّ جُمعةٍ، لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (إنَّ في الجَنَّةِ لَسُوقًا، يَأْتُونَها كُلَّ جُمُعَةٍ، فَتَهُبُّ رِيحُ الشَّمالِ فَتَحْثُو في وُجُوهِهِمْ وثِيابِهِمْ، فَيَزْدادُونَ حُسْنًا وجَمالًا، فَيَرْجِعُونَ إلى أهْلِيهِمْ وقَدِ ازْدادُوا حُسْنًا وجَمالًا، فيَقولُ لهمْ أهْلُوهُمْ: واللَّهِ لَقَدِ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنا حُسْنًا وجَمالًا، فيَقولونَ: وأَنْتُمْ، واللَّهِ لَقَدِ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنا حُسْنًا وجَمالًا)

    درجات الجنة

    تُوجد في الجنَّة درجاتٍ كثيرة، ويتفاوت أهلُها في النعيم، لِقولهِ -تعالى-: (وَلَلآخِرَةُ أَكبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكبَرُ تَفضيلًا)، فالأولياء الصالحون في أعلى درجات الجنَّة، وأدنى أهل الجنَّة هم أقوامٌ يدخلون النار ويُعذَّبون فيها بقدر ذُنوبهم، ثُمّ يُخرجون منها ويَدخُلون الجنَّة، ويُسمَّون الجهنّميين، ثُمّ تُمحى عنهم بعد دُعائهم، وممن يسكنون في الدرجات العُليا من الجنَّة كما ذكرهم الله -تعالى- في القُرآن؛ عباد الله، والمُتقون، والمُقربون، والسابقون، والسابق بالخيرات، وأعلى درجاتُها هي الوسيلة التي لا تكون إلا لِشخصٍ واحدٍ، وهو النبيّ محمّد -عليه الصلاةُ والسلام-.وسُمّيت درجة الوسيلة بهذا الاسم؛ لأنَّها أقرب الدرجات إلى عرش الرحمن، وهي أقرب الدرجات إلى الله -تعالى-، لقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِيَ الوَسِيلَةَ، فإنَّها مَنْزِلَةٌ في الجَنَّةِ، لا تَنْبَغِي إلَّا لِعَبْدٍ مِن عِبادِ اللهِ، وأَرْجُو أنْ أكُونَ أنا هُوَ)، فمن سألها للنبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- نال شفاعتهُ يوم القيامة .وجاء في صحيح البُخاريّ أنَّ للمُجاهد مِئة درجة، وما بين الدرجة والدرجة كما بين السماء والأرض، وأعلى درجات الجنّة هي الفِردوس، وجاء عن ابن عباس أنَّ أقلَّ أهل الجنَّة درجة يكونُ له فيها ما يُقارب مسيرةَ خمسِمئة عام، كما أنّ من درجات الجنَّة؛ دار السلام، وجنَّة عَدن، وجنَّةُ الخُلد.

    وصف أهل الجنة ونعيمهم

    نعيمُ أهل الجنَّة لا يُمكنُ وصفه، فقد أعدَّ الله -تعالى- فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أُذنٌ سمعت، وما لم يخطر على قُلوب الناس،ووصف أهل الجنّة ونعيمهم كما ورد في النصوص الشرعيّة فيما يأتي:

    صِفاتُ أهلِ الجنّة: جاء في قول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (إنَّ أوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ علَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ علَى أشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ في السَّمَاءِ إضَاءَةً، لا يَبُولونَ ولَا يَتَغَوَّطُونَ، ولَا يَتْفِلُونَ ولَا يَمْتَخِطُونَ، أمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ، ورَشْحُهُمُ المِسْكُ، ومَجَامِرُهُمُ الألُوَّةُ الأنْجُوجُ، عُودُ الطِّيبِ وأَزْوَاجُهُمُ الحُورُ العِينُ، علَى خَلْقِ رَجُلٍ واحِدٍ، علَى صُورَةِ أبِيهِمْ آدَمَ، سِتُّونَ ذِرَاعًا في السَّمَاءِ)، فيكون جمالهُم بحسب وقت دُخولهم، وقيل: إنَّ جمالهم كجمال يوسف -عليه السلام-، وقلبهم كقلب أيوب -عليه السلام-، ويَلبسون الحرير، وأمّا طعامُهم فغير مقطوعٍ عنهم، وأمّا أزواجُهم فهي من الحُور الحِسان، وتكون بِكراً على الدوام حتى وإن جامعها زوجُها، وتستقبل الحُور أزواجهنّ بالغناء بأحلى الكلمات.

    حُليِّ أهل الجنَّة: إنّ حُليِّ أهل الجنَّة من الذهب واللؤلؤ، لِقول الله -تعالى-: (يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ)

    طعام أهل الجنّة: فيها جميع ما تشتهيهِ أنفُسهم، كما أنَّ فيها زيادة كبدُ النون وهو الحوت، ولحم الطير، وقال الله -تعالى- عن طعامهم وشرابهم: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ* وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ* كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)، ويشربون من عين السلسبيل، والتسنيم، ويشربون الخمر اللّذيذ؛ ولكن من غير أن تُصدَّع رؤوسهم، فهو لا يُشبه خمر الدنيا إلا بالاسم، وأوّل طعامٍ يأكُلهُ أهل الجنَّة هو زيادة كَبِد الحوت، ثُمّ ياكلون من لَحم ثور الجنَّة الذي يأكُل من أطراف الجنّة، ومع أنَّهم يأكلون ويشربون إلّا أنّهم لا يتغوّطون، ولا يتبوّلون، ولا يتمخّطون، ولكن ما يخرجُ منهم يكون كرشح المسك.

    مقام أهل الجنة: فهم في الدور والقُصور آمنون، لِقولهِ -تعالى-: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ)، حيثُ إنّهم يكونون بين أهليهم من الحور والولدان والخدم آمنون.

    خدم أهل الجنة: خدمُهُم هم الولدان الذين يُنشئهم الله -تعالى- لخدمتهم، ويكونون في غاية الكمال والجمال، وقيل إنّهم الذين يموتون وهم صغار من أبناء المؤمنين أو المُشركين، ووصفهم الله -تعالى- بقوله: (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ* بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ)

    صِفتهم عند دُخولهم الجنَّة: فهي كما قال عنهم النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (يدخلُ أهلُ الجنةِ الجنةَ جُرْدًا مُرْدًا مُكَحَّلِينَ، بَنِي ثلاثٍ وثلاثِينَ)،وجاء في بعض الأحاديث أنَّ طولهم كطول أبيهم آدم -عليه السلام- ستّين ذراعاً طولاً، وسبعةُ أذرع عرضاً، وعلى جمال يوسف -عليه السلام-، وعلى سِنِّ عيسى -عليه السلام- ثلاثةٌ وثلاثين

    وصف الزوجات في الجنَّة: فهُنّ الحور العين الحِسان المُطهَّرة، مُتزيِّناتٌ بالمسك، كاحلات العين والأطراف، وقال -تعالى- في وصفهنّ: (فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ* فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ* حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ* فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ* لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ* فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ* مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ)، ويستقبلن أزواجهُنّ بالمُصافحة والمُعانقة، ونور إصبع الواحدة منهنّ يغلب ضوء الشمس والقمر، وصفات نسائهنّ وحور العين؛ بيضاوات كاللؤلؤ، يُرى مُخُّ سُوقهنّ من وراء اللّحم؛ لشدَّة حُسنِهِنّ، ولا يَنظُرن إلّا إلى أزواجِهِنّ، ويُعطى الرجُل في الجنّة قوّة مِئة شخص في الشهوة والجِماع والمأكل والمشرب
     
  2. جاري تحميل الصفحة...